قال وول ديورانت في كتابه «قصة الحضارة» [14/68] وهو يتكلم عن اليهود في المشرق: “وكانت حياتهم الجنسية عفيفة إلى حد عجيب على الرغم من أخذهم بمبدأ تعدد الزوجات، وكانوا أقل ميلاً للواط من غيرهم من الشعوب الشرقية الأصل. وكانت نساؤهم عذارى ذوات خفر وحياء، وأزواجاً عاملات مجدات، وأمهات مخصبات ذوات ضمائر حية، وكان من أثر التبكير بالزواج أن قلت الدعارة بينهن إلى أقل حد يستطاع الوصول إليه عند بني الإنسان”.
أقول: نقطة اللواط علَّق عليها المترجمون وزيَّفوا كلام المؤلف.
العجيب قوله: “على الرغم من أخذهم بمبدأ تعدد الزوجات” وكأن هناك تعارضاً بين التعدد والعفة، والواقع أن التعدد من أسباب العفة؛ ولكن هذه مشكلة الغربي يعتبر ما توصَّل إليه هو نهاية البشرية عقلياً، ويحاكِم كل شيء إليه باستعلاء.
ولكنه أنصف حين تحدَّث عن الزواج المبكر، فقال: “وكان من أثر التبكير بالزواج أن قلت الدعارة بينهن إلى أقل حد يستطاع الوصول إليه عند بني الإنسان”.
وهذا اعتراف جيد.
المشكلة أن الناس الذين يعارضون التعدد والزواج المبكر لا مشكلة عندهم مع الزنا ولا الإجهاض، ثم بعد ذلك يعيبون على أهل الأديان موضوع التعدد والزواج المبكر (وهكذا كثير من اعتراضات اللادينيين، يبنونها على أن الدين ينبغي أن تكون أهدافه كأهدافهم المبنية على معارضة ثوابت شرعية!! وهذا تناقض وسفسطة).
كيف لنا أن نخضع لتقييماتهم وهم لا مشكلة عندهم مع الزنا ونحن عندنا مشكلة معه؟
لذا وجود قوانين محايدة خيال، فهم يذمون مباحات شرعية تُساهم في تقليل الحرام، فهم منحازون له شاءوا أم أبوا.
من تأمَّل هذا عرف استحالة وجود دولة محايدة من كل وجه دون أن تعادي ثوابت شرعية.