هل كتم ابن شهاب الزهري أحاديث فضائل أهل البيت ؟

في

,

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

جاءني شاب أثقلته شبهات الإمامية والقوم اليوم عملهم ليس إدخال الشباب في دينهم فذلك صعب عليهم ولكن تشكيك الشباب في الثوابت شأنهم شأن المنصرين

والشاب جاء يسأل عن كون الزهري ناصبياً وفقاً لرواية في تاريخ دمشق

قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 228) : أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن أنا السيد أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين نا سليمان بن أحمد الحافظ نا محمد بن إسحاق الحافظ إسماعيل بن أبي أويس نا جعفر بن إبراهيم الجعفري قال كنت عند الزهري أسمع منه فإذا عجوز قد وقفت عليه فقالت يا جعفري لا تكتب عن فإنه مال إلى بني أمية وأخذ جوائزهم فقلت من هذه قال أختي رقية خرفت قالت خرفت أنت كتمت فضائل ال محمد قالت وقد حدثني محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال أخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله

أقول : هذا الإسناد ظلمات بعضها فوق بعض وكيف يصدق في حديث مرفوع خبر ينفرد به متأخر فيكفي أن فيه انفرداً عن الطبراني ولا وجود لهذا الحديث في كتب الطبراني وهذا يدخل على النكارة

وإسماعيل بن أبي أويس متروك متهم بالكذب

وأما جعفر بن إبراهيم الجعفري فهذا الراوي لا يعرف بشيء فانفراده بمثل هذا نكارة ظاهرة فقد ترجم له ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ولم يذكر له أي رواية عن الزهري أو أخته مما يدل على اختلاق القصة في زمن متأخر

ثم بعد ذكرهم لهذه الرواية العجيبة يردفون بكلمة قالها بعض المتأخرين أن الزهري ما روى شيئاً في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه

ولا شك أن علي بن أبي طالب أحب إلينا من الزهري ولكن الحق الإنصاف فوق كل شيء بل الزهري روى فضائل ثابتة لعلي وروى حديث حديث فاطمة بضعة مني وروى حديث أشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم الحسن

قال معمر في جامعه 20395 – أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: «لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله – أو يحبه الله ورسوله» ، فدفعها إلى علي، وإنه لأرمد ما يبصر موضع قدميه، فبصق في عينيه وكان الفتح

ورواه من طريق عبد الرزاق عن معمر الإمام أحمد في فضائل الصحابة

وقال أحمد في فضائل الصحابة 1002 – عبد الرزاق قال: أنا معمر قال: سألت الزهري: من كان كاتب الكتاب يوم الحديبية؟ فضحك وقال: هو علي، ولو سألت هؤلاء قالوا: عثمان، يعني بني أمية.

وقال عبد الرزاق في تفسيره 2006 – أرنا معمر , عن الزهري , قال: كنت عند الوليد بن عبد الملك , فقال: الذي تولى كبره منهم علي بن أبي طالب قلت: لا , حدثني سعيد بن المسيب , وعروة بن الزبير , وعلقمة بن وقاص , وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود كلهم سمعوا عائشة تقول: «الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي» قال: فقال لي: وما كان من حديثه؟ , قال: قلت: أخبرني شيخان من قومك أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام , وأبو سلمة بن عبد الرحمن , عن عائشة قالت: «كان مسيئا في أمري»

وجاء في شرح صحيح البخاري : فأخرج يعقوب بن شيبة في مسنده عن الحسن بن علي الحلواني عن الشافعي قال حدثنا عمي قال دخل سليمان بن يسار على هشام بن عبد الملك فقال له يا سليمان الذي تولى كبره من هو قال عبد الله بن أبي قال كذبت هو علي قال أمير المؤمنين أعلم بما يقول فدخل الزهري فقال يا بن شهاب من الذي تولى كبره قال بن أبي قال كذبت هو علي فقال أنا أكذب لا أبالك والله لو نادى مناد من السماء أن الله أحل الكذب ما كذبت حدثني عروة وسعيد وعبيد الله وعلقمة عن عائشة أن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي فذكر له قصة مع هشام في آخرها نحن هيجنا الشيخ.

فهذا دفاعه عن علي بن أبي طالب وغضبه في ذلك ومن أجل شيوخه علي بن الحسين ولكن القوم باسم محبة أهل البيت صاروا يحقرون كل عالم ويرمون التهب بالنصب هنا وهناك ثم يقولون الاتهام بالرفض غير منضبط

وخذ هذه الحقيقة جعفر بن محمد الشهير بالصادق له عشرة أحاديث في صحيح مسلم ( بعضهم يكثرها ولكن حديث الحج واحد وذكر منه فقرات متفرقة )

ما فيها حديث واحد في فضل أهل البيت وكلها عن أبيه عن جابر أو هو يروي عن تابعين آخرين أو أبوه يروي عن صحابة غير جابر ولا يوجد إلا حديثاً واحداً بسند متصل عن علي بن أبي طالب

هذا متواتر عن جعفر أنه يروي عن أبيه عن جابر الأحاديث المرفوعة المتصلة ( وغالب رواياته عن علي فتاوى خاصة له وليست أحاديث مرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم ) ويروي عن أبيه عن صحابة آخرين فأين دعوى استغناء أهل البيت عن غيرهم وأن عندهم إسناداً خاصاً متصلاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحفظون به علوماً كثيرة إن هذه إلا دعاوى الروافض الذين نسبوا إليهم أيضاً الكفر البواح من القول بتحريف القرآن وادعاء صفات الإلهية وتكفير الصحابة وما أحسن رواية يرويها الشيعة في كتبهم عن جعفر أنه يقول ما معناه : إن من شيعتنا من يكذب حتى يحتاج الشيطان إلى كذبه .

وأحاديث فضائل علي التي تروى في كتب أهل السنة لا تروى من طريق جعفر مثل حديث ( بمنزلة هارون من موسى ) وحديث ( يحبه الله ورسوله ) والأحاديث الأخرى وقد رواها غيره فلا يقال أنه ما كان يرويها خوفاً فالناس رووها

وما كان يهاب الأمويين كما يحدث الشيعة فقد روى سعيد بن منصور في سننه 2947- حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن حسين ، أن مروان بن الحكم ، قال له وهو أمير بالمدينة : ما رأيت أحدا أحسن غلبة من أبيك علي بن أبي طالب ، ألا أحدثك ، عن غلبته إيانا يوم الجمل ؟ قلت : الأمير أعلم ، قال : لما التقينا يوم الجمل توافقنا ، ثم حمل بعضنا على بعض ، فلم ينشب أهل البصرة أن انهزموا ، فصرخ صارخ لعلي : لا يقتل مدبر ، ولا يذفف على جريح ، ومن أغلق عليه باب داره فهو آمن ، ومن طرح السلاح آمن ، قال مروان : وقد كنت دخلت دار فلان ، ثم أرسلت إلى حسن وحسين ابني علي ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن جعفر فكلموه ، قال : هو آمن فليتوجه حيث شاء ، فقلت : لا والله ما تطيب نفسي حتى أبايعه فبايعته ، ثم قال : اذهب حيث شئت.

ومروان هذا جد خلفاء الأمويين الذين في وقته جميعاً ومثل هذا الحديث يغيظ العباسيين أيضاً فالكل يعلم ما حصل منهم من البطش عند الغلبة وأيضاً يغيظ الإمامية فهم يشيطنون مروان جداً

فهل يقال جعفر كتم فضائل أهل البيت ؟ أم يقال أنه اكتفى برواية الناس لها وما وجد لها سنداً يروي به أم يقال الزهري أشجع من جعفر لأنه روى فضائل أهل البيت وجعفر ساكت ؟

خيارات كلها تضيق على المفترين.