هل عامة التجريبيين الاسلامين تم رميهم بالإلحاد؟

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

من الإشاعات التي ينشرها العلمانيون العرب أن عامة التجريبيين الاسلامين تم رميهم بالإلحاد وهذا كذب فالإلحاد بمعنى إنكار الخالق لم يرم به أحد منهم وعامة التجريبيين ما كفرهم أحد

والذين كفروهم فعلوا ذلك لأسباب متعلقة بعقائدهم لا أبحاثهم

وقد رددت على كلامهم من التدليس والكذب في عدة مقالات

منها مقال بعنوان : خرافات علمانية

http://alkulify.blogspot.com/2015/09/blog-post_14.html?m=1

ومقال آخر بعنوان : ليسوا ملاحدة بالمعنى الذي تظنون

http://alkulify.blogspot.com/2016/12/blog-post_16.html?m=1

ومقال ثالث خصصته لابن باجه

https://alkulify.blogspot.com/2016/10/blog-post_19.html?m=1

ولعلي أضع كلامي عن ابن الهيثم والذي ادعى عليه بعض العلمويين عندنا أنه لا علاقة له بالعلم الشرعي وبينت أن الرجل كان متصوفا على طريقة متقدمي الفلاسفة وله ردود على المعتزلة ورسائل في إثبات النبوات وغيرها

ولكن لفت نظري أن أحد الإعلاميين من أرباع المثقفين والمصابين بعقدة النقص ويرمز لتلك العقدة هذا الشيء الذي يخنقون به أنفسهم ويسمونه ربطة عنق – وإن شركهم بلبسها بعض الأخيار – وضع تلك القائمة الكاذبة المتداولة في الصفحات الالحادية واللطيف أنهم ذكروا فيها ثابت بن قرة على أنه ملحد !

والرجل عاش صابئيا ومات صابئيا وما ادعى الإسلام يوما فلا هو ملحد ولا مسلم ومع ذلك احتضنته دولة الخلافة الاسلامية ولو فعلت دولة أوروبية مثل هذا لرأيت القوم يطبلون ويزمرون ويرقصون لها علما أن المسلمين ما ساوموه على أي ثابت من ثوابت دينه

بل كان المعتضد يكرمه لعلمه

قَالَ أَبُو إِسْحَق الصَّابِئ الْكَاتِب إِن ثَابتا كَانَ يمشي مَعَ المعتضد فِي الفردوس وَهُوَ بُسْتَان فِي دَار الْخَلِيفَة للرياضة وَكَانَ المعتضد قد اتكأ على يَد ثَابت وهما يتماشيان ثمَّ نتر المعتضد يَده من يَد ثَابت بِشدَّة فَفَزعَ ثَابت
فَإِن المعتضد كَانَ مهيبا جدا فَلَمَّا نتر يَده من يَد ثَابت قَالَ لَهُ يَا أَبَا الْحسن وَكَانَ فِي الخلوات يكنيه وَفِي الْمَلأ يُسَمِّيه سَهَوْت وَوضعت يَدي على يدك واستندت عَلَيْهَا وَلَيْسَ هَكَذَا يجب أَن يكون فَإِن الْعلمَاء يعلون وَلَا يعلون.

والله أعلم بصحة هذا والمعتضد فيه عبر من أهمها أنه شيعي ويبغض معاوية ومع ذلك خرج عليه العديد من الهاشميين في الوقت الذي لا يعرف فيه هاشمي خرج على عبد الملك ولا ابنه الوليد ولا سليمان ولا يزيد ولا عمر بن عبد العزيز وأول خروج هاشمي على المروانيين كان من زيد بن علي على صديقه السابق وصهر عمته هشام بن عبد الملك الذي جاء بعد كل هؤلاء والنزاعات السياسية بين العباسيين والعلويين أكثر من تلك التي كانت بين المروانيين والعلويين واللبيب بالإشارة يفهم