هل صح عن خالد بن مخلد القطواني أنه كان يطعن في الصحابة ؟

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فخالد بن مخلد القطواني من شيوخ البخاري ، وقد بحثت في حاله كثيراً ، ودارست
عدداً من طلبة العلم في حاله

ولكني الآن أود بحث ما ذكر عن مذهبه

قال الجوزجاني :” كان شتاما معلنا لسوء مذهبه “

وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب :” وقال الاعين قلت له عندك أحاديث
في مناقب الصحابة قال قل في المثالب أو المثاقب يعني بالمثلثة لا بالنون”

وهذه العبارة لم أجدها إلا في التهذيب ، ولا أظنها تصح فأود من الإخوة أن ينظروا
في الأمر

وقال ابن سعد في الطبقات :” وقال ابن سعد كان متشيعا منكر الحديث
مفرطا في التشيع وكتبوا عنه للضرورة “

أقول : وكلام ابن سعد فيه إفراط على الكلام عليه من جهة الرواية ، ولعله
كذلك من جهة الرأي

قال ابن حجر في هدي الساري :” وقال بن سعد لا يحتجون به قلت بل احتج
به الأئمة كلهم وقال أبو زرعة مأمون ولكن بن سعد يقلد الواقدي والواقدي على طريقة أهل
المدينة في الانحراف على أهل العراق فاعلم ذلك ترشد”

وقال العجلي : ” فيه قليل تشيع “

وكلمة العجلي تخالف كلمة ابن سعد والجوزجاني في شأن مذهبه ، والعجلي كوفي
وخالد بن مخلد كوفي وهو أعلم به

والجوزجاني فيه انحراف عن أهل الكوفة

وقال ابن حجر في مقدمة شرح البخاري :” وأما الجوزجاني فقد قلنا غير مرة إن
جرحه لا يقبل في أهل الكوفة لشدة انحرافه ونصبه “

والقول بنصب الجوزجاني محل بحث

وأما قول صالح جزرة :” كان متهماً بالغلو ” ، فهذا مجرد اتهام
وليس إثباتاً للغلو

والخلاصة أن الذي أراه أن البخاري إنما خرج له لأنه لا يرى أنه كان غالياً
، ولو صح عنده سبه للصحابة لاجتنبه خصوصاً مع نزول طبقته والله أعلم

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم