فقد رأيت بعض من يتكلم في التفسير ينبه على لطيفة وهي أن موسى السامري
رباه جبريل ومع ذلك خرج كافراً وموسى بن عمران عليه الصلاة والسلام تربى في بيت فرعون
ومع ذلك كان نبياً مكلماً
غير أن السؤال هنا هل صح أن السامري رباه جبريل عليه السلام ؟
قال القرطبي في تفسيره (7/ 284) :” وروي في قصص العجل: أن السامري،
واسمه موسى بن ظفر، ينسب إلى قرية تدعى سامرة. ولد عام قتل الأبناء، وأخفته أمه في
كهف جبل فغذاه جبريل فعرفه لذلك، فأخذ حين عبر البحر على فرس وديق ليتقدم فرعون في
البحر- قبضة من أثر حافر الفرس”
وهذا الخبر ما وجدته في مكان آخر وليست هذه أول مرة أقف فيها على خبر لا
أصل في مكان آخر في تفسير القرطبي فلو تفرغ باحث لجمع ما يقف عليه في تفسير القرطبي
من هذا الضرب لكان أمراً حسناً بشرط أن يكون محكماً للعقيدة السلفية فإن القرطبي كان
أشعرياً
ثم وجدت للخبر أصلاً دون تسمية السامري موسى
قال الطبري في تفسيره 918 – حدثني به عبد الكريم بن الهيثم قال، حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال، حدثنا سفيان بن عيينة قال، حدثنا أبو سعيد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما هجم فرعون على البحر هو وأصحابه، وكان فرعون على فرس أدهم ذنوب حصان، فلما هجم على البحر، هاب الحصان أن يقتحم في البحر، فتمثل له جبريل على فرس أنثى وديق، فلما رآها الحصان تقحم خلفها. (1) قال: وعرف السامري جبريل، لأن أمه حين خافت أن يذبح خلفته في غار وأطبقت عليه، فكان جبريل يأتيه فيغذوه بأصابعه، فيجد في بعض أصابعه لبنا، وفي الأخرى عسلا وفي الأخرى سمنا، فلم يزل يغذوه حتى نشأ. فلما عاينه في البحر عرفه، فقبض قبضة من أثر فرسه. قال: أخذ من تحت الحافر قبضة. -قال سفيان: فكان ابن مسعود يقرؤها: ” فقبضت قبضة من أثر فرس الرسول”
إبراهيم يغرب عن ابن عيينة وفي السند جهالة غير أن الخبر له أصل
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم