هل صح أن أم المؤمنين خديجة كان عمرها أربعين عاماً عند زواجها بالنبي الكريم

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن مما اشتهر عند الناس أن خديجة رضي الله عنها كان عمرها أربعين عاماً
عند زواجها بالنبي صلى الله عليه وسلم ، والحق أنني لم أجد سنداً صحيحاً أو ضعيفاً
في ذلك عمرها أو عمر النبي صلى الله عليه وسلم عند زواجهما بل كلها أسانيد واهية

قال ابن سعد في الطبقات 10719- أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
السَّائِبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَتْ
خَدِيجَةُ يَوْمَ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ابْنَةَ ثَمَانٍ
وَعِشْرِينَ سَنَةً وَمَهْرُهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَكَذَلِكَ كَانَتْ
مُهُورُ نِسَائِهِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَنَحْنُ نَقُولُ وَمَنْ عِنْدَنَا مِنْ
أَهْلِ الْعِلْمِ ؛ إِنَّ خَدِيجَةَ وُلِدَتْ قَبْلَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً
وَإِنَّهَا كَانَتْ يَوْمَ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم
بِنْتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.

10720- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، أَخْبَرَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الْحِزَامِيُّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ ، مَوْلَى
الزُّبَيْرِ قَالَ : سَمِعْتُ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ يَقُولُ : تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَدِيجَةَ وَهِيَ ابْنَةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَرَسُولُ
اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ابْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً وَكَانَتْ خَدِيجَةُ
أَسَنَّ مِنِّي بِسَنَتَيْنِ وُلِدَتْ قَبْلَ الْفِيلِ بِخَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً وَوُلِدْتُ
أَنَا قَبْلَ الْفِيلِ بِثَلاَثِ عَشْرَةَ سَنَةً.

هشام وأبوه كذابان و محمد بن عمر الواقدي الذي اعترض عليهما كذابٌ أيضاً

فإن قيل : أليس الواقدي يؤخذ بكلامه في التواريخ

فيقال : إن الذي يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم لا يؤمن على شيء آخر

لهذا قال ابن المديني : الهثيم بن عدي أوثق عندي من الواقدي، لا أرضاه
في الحديث ولا في الأنساب ولا في شيء

هذا ما يتعلق بسن خديجة وأما سن النبي صلى الله عليه وسلم

فقال ابن هشام في سيرته ص187:” فَلَمَّا بَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسًا وَعِشْرِينَ سَنَةً ، تَزَوَّجَ خَدِيجَةَ بِنْتَ
خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ
بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ، فِيمَا حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ
الْعِلْمِ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الْمَدَنِيِّ”

وهذا مرسل بل معضل

غير أن هذا محتمل في السيرة وعليه اتفاق أهل السير 

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم