هل العلمانية هل الحل للخروج من النزاع الطائفي ؟

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

يقول لك : العالمانية هي الحل للخروج من النزاع الطائفي ( ثم يكون من أهم آثار عالمانيته اباحة أمور تتفق جميع الطوائف المتنازعة على المنع منها )

فتقول له : إن سلمنا أنكم لستم طائفة شأنكم شأن غيركم ولكم فلسفتكم الوجودية والأخلاقية الخاصة ، فقل لي كيف تتعامل مع المنتمين للطوائف الذين سيأتون الخضوع لنظامك العالماني

فسيقول لك إن صدق : سنأخذ التعليم والإعلام وننشر فيه أفكارنا وسنحارب كل فكرة تخالف فلسفتنا بحجة أنها ادخال للدين فيما لا دخل فيه ونغير قناعات الجماهير بما معنا من السلطة ، فمن صمد أمام ذلك أخذناه بالترغيب والترهيب حتى ينزع أو على الأقل يغير فكره حتى يصير متناسبا مع قناعاتنا ونشدد عليهم حتى اذا حمل بعضهم السلاح نكلنا بهم أشد النكال وألحقنا من لم يحمل السلاح بمن حمله وصرنا نرهب كل من يأتي بأفكار تخالف فلسفتنا بأنك على طريقة حاملي السلاح ونستحل لذلك التنكيل به وإرهابه

ثم سنقول بعدها أننا أنقذنا البلاد من النزاعات الطائفية وكل من انتقد تقصيرنا في أي ملف ألحقناه بالقوم أو ذكرناه بمنتنا اذ أنقذنا البلاد من حرب طائفية

فَلَو كنت واعيا فستقول له : وكذلك السني مثلا لو انتصر ووصل إلى الحكم اذا انفرد بالإعلام والتعليم وتعامل مع الطوائف الأخرى كما تتعامل أنت مع من تسميهم بالطائفيين سيحصل على النتيجة نفسها

وسيقول للناس أنه حرر البلاد من اختراق طائفة أخرى تمثل أقلية وأنه أنقذ البلاد من الرأسمالية المتوحشة والشيوعية الدموية والليبرالية المنحلة المحاربة للهوية والفضيلة والمادية الجامدة المؤدية للعدمية والاكتئاب والانتحار وكل مِن سيدعو إلى شيء من هذه الأفكار سيتم إلحاقه بأعظم صورها تطرفا واتهامه بأنه عميل لنظام معادي يحمل هذا الفكر ما استطعنا إلى سبيلا

كما سيقول أنه أنقذ البلاد من النزاعات العرقية والحدودية والحروب القبائلية اذ اجتمع الناس على رابطة الدين

فما الفرق لو أنصفت بين نموذجك والنموذج المقابل من هذا الوجه