هل أتاك نبأ شهداء بئر معونة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال البخاري في صحيحه 3064 – حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَسَهْلُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ رِعْلٌ وَذَكْوَانُ وَعُصَيَّةُ وَبَنُو لَحْيَانَ فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَدْ أَسْلَمُوا وَاسْتَمَدُّوهُ عَلَى قَوْممِهِمْ فَأَمَدَّهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسَبْعِينَ مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ أَنَسٌ كُنَّا نُسَمِّيهِمْ الْقُرَّاءَ يَحْطِبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ فَانْطَلَقُوا بِهِمْ ح حَتَّى بَلَغُوا بِئْرَ مَعُونَةَ غَدَرُوا بِهِمْ وَقَتَلُوهُمْ فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِي لَحْيَانَ

وقال أيضاً : 4092 – حَدَّثَنِي حِبَّانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ لَمَّا طُعِنَ حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ وَكَانَ خَالَهُ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ قَالَ بِالدَّمِ هَكَذَا فَنَضَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ ثُمَّ قَالَ فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ

هؤلاء الشهداء الأعلام الذين بذلوا أنفسهم في سبيل أن يصل القرآن للناس وقتلهم المشركون غدراً وحيلة ، عينة من أعداد هائلة في هذه الأمة ممن جادوا بأنفسهم أو أموالهم أو أعمارهم لكي يصل هذا الدين للناس

ماذا لو لقينا هؤلاء الشهداء الأعلام يوم القيامة وسألونا ماذا فعلتم بالقرآن الذي بذلنا مهجنا لأجل أن يصل إليكم ميسوراً ولا تتعبوا فيه ما تعبنا ؟

ماذا سنقول لهم ؟

هل نقول لهم أن المصاحف صارت تملأ البيوت وما عاد الناس يحتاجون إلى اسمتداد القراء ليقرأوها ولكنها مهجورة في الغالب ؟

هل نقول لهم أن كثيراً من الناس صار يقرؤها للبركة ويحكم في حياته أهواء المشركين ؟

هل نقول لهم أن هناك من صار يقرؤها للتحريف وعطفها على أهواء الذين لا يوقنون ؟

أما إنكم أفرطتم في الجود حتى جدتم بأنفسكم وعند الله الأجر ، وغيركم أفرط بالبخل حتى ظن على كتاب الله بدقائق من يومه ينظر ويتدبره وشتان بين الفريقين شتان

وعجيب أنهم يسألون ما من الله به على إخوانكم من التمكين ويسألون لماذا نحن مع إسلامنا لسنا ملوك الدنيا وهم ما بذلوا عشر ما تبذلون فما أسوأ فعالهم وما أقبح ظنونهم واعتراضاتهم

ما أعظم الحرج علينا في هذا الموقف إن قدر وقوعه.