“ومعهم نساؤهم اللاتي لم يكن أحد يشاهدهن قط، وإذا شوهدن في الشارع لم يعرف من هن، بنقابهن”.
هكذا تحدَّث عن النساء الجزائريات ألبير كامو، الروائي والفيلسوف الفرنسي الذي ولد في الجزائر عام 1913.
هو يحكي شيئاً شهده في طفولته في هذه الرواية: «الإنسان الأول»، التي يحكي فيها عن مراهق فرنسي يعيش في الجزائر مع أسرته (وهذه حاله هو).
الكاتب يلتقط الأشياء التي تركت أثراً عميقاً في نفسه، ولا ينبغي الاستهانة بأمر لباس النساء بداعي التسامي عن هذه القضايا، فذلك أمر خُصِّصت له آيات من القرآن.
قبل أيام سألني شاب من الجزائر عن مخاوف تختلج في صدره هو وزملاؤه عن الأفكار الجنسية التي تسيطر على أذهانهم وقتاً ليس باليسير، ويعزز ذلك الدراسة المختلطة.
مع قراءة كلام كامو تساءلت: ما مقدار الصفاء الذهني الذي كان ينعم به أهل ذلك الزمان الذين لا تشتتهم مثيرات الغرائز هنا وهناك؟
وما مقدار الصحة النفسية عندهم؟ لا أزعم الكمال فيهم؛ ولكن الحال كان أهون وأقرب للفطرة.
والنظرية العالمانية أن النساء إذا خلعن الحجاب سيتعود الرجال ولا يفكرون بالأمر، نظرية حطمتها كل المعطيات، خصوصاً مع مواقع التواصل حيث صارت التجارة بالجسد من أربح صناعة المحتوى!
غير أن العزاء للجيل الجديد أن أجر الصابر كالقابض على الجمر في آخر الزمان، وذلك مظنة مضاعفة الأجر، ولا يقنط المرء من رحمة الله إن انزلقت قدمه، بل يراجع ويستغفر ويتوب.