لهذا أقول دائماً: من دلائل ضرورية الوحي أن البشر عادةً ما ينحازون للنظير في أحكامهم.
فينحاز كل طرف لنظيره، لإدراكه تفاصيل حاله.
والعليم بهم جميعاً هو من خلقهم سبحانه، لهذا هو {له الخلق والأمر}، لأنه خلقهم فأمره أعدل الأمر، فهو سبحانه {يعلم مَن خلق وهو اللطيف الخبير}.
غير أن هذه المرأة على شدة كفرها وانحرافها العقدي السلوكي واجهت صدمة، لأنها كانت تخادع نفسها بأنها ضحية، ولما أدركت أن غيرها قد يكون كذلك، بل ربما هو حاله أشد، لأنه صامت وهي متحدثة؛ عاشت صراعاً.
بل ربما أدركت أن الرجل النبيل (الذي يظنونه متسلطاً وشراً محضاً بحراسته للفضيلة) ينفعها هي ويحميها من استغلال الرجل اللئيم، الذي يحملها الكبر أو الحالمية على إنكار ما يصيبها منه.
هذه المرأة على كفرها ربما تكون أكثر إنصافاً من كثير من بنات جلدتنا، ممن اعتدن المكابرة والطمع والعيش بدور الضحية.
رأيت تعليقاً لامرأة متدينة على موضوع انتشار حالات الطلاق في الفيديو، فبرَّأت النسوية والقوانين الوضعية وألقت اللوم على تدين الرجال، هكذا حاولت أن تستغل الوعظ (فكل إنسان فيه خير سيرى نفسه مقصراً)، لتحجب الشمس بغربال وتبرِّي القوانين الوضعية وتبرِّي نسوة كثيرات تأثَّرن بالأفكار النسوية من البلاء.
ما الذي تغير عن الزمن السابق الذي لم يكن هذا الأمر حاضراً فيه؟
الذي تغير جذرياً حال النساء وكثرة خروجهن، حتى رقة الدين عند الرجال غالباً ما تكون النساء مشاركة بها، وفتنة النساء من أعظم الفتن التي تعصف بالشباب.
الأمر ليس صراعاً بين جنسين أو دفاعاً عن أحدهما، ولكن الذي ينبغي لأهل الإيمان التعاون على طاعة الله، لا أن ينتشر في أفراد جنسٍ التعاطي مع الدين على أنه حالة روحانية وباب لتحصيل المصالح وفقاً لنظرة ملؤها المظلومية والطمع، فهذا مدمِّر غاية.