هذه الكراهية لا تخلو من محبة!

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

كلمة (خطاب الكراهية) تنتشر بين المثقفين وفي الإعلام، ويريدون بها الولاء والبراء العقدي، وهو أن تُبغض إنساناً لأنه يخالفك في الدين أو في العقيدة مع انتسابه لنفس الدين، وحين يُبنى على ذلك هجر أو ترك صلاة أو تزويج فذلك عين التطرف.

أصحاب الفرار من (خطاب الكراهية) زادوا المشكلة تعقيداً، فقد جعلوا خطابهم التسامحي عقيدة يوالى ويعادى عليها، فصار عندنا: (سني متطرف) و(سني معتدل) يؤمن بخطابهم و(شيعي متطرف) و(شيعي معتدل) يؤمن بخطابهم، بعدما كان عندنا شيعي وسني فقط، ثم إن الكراهية صارت توجَّه لمن هو ضد خطاب الكراهية.

هذا نبهت عليه قديماً.

غير أن الذي أريد التنبيه عليه اليوم: أن هذه الكراهية لا تخلو من محبة، فبُغض الكفر والضلال يتناسب طردياً مع الحماس لهداية الناس المتلبِّسين بهذا البلاء ومحبة إنقاذهم من النار.

فيوم القيامة سيظهر أن المحبين حقاً هم من أحبوا الهداية للناس، وأما أولئك الذين كانوا ضد (خطاب الكراهية) ويعنون به (الولاء والبراء) فهم أقوام يريدون مصلحتهم العاجلة من الناس، ثم لا يهمهم نجاة أولئك الناس.

ولا يعيش إنسان دون محبة وكراهية، وبينهما تناسب، فلا تجد إنساناً قلبه خلص لبغض مخالفيه، بل تجد فيه محبة موافقيه.

ولا يضمن العدل في الخصومات مثل التدين الصادق، وإلا فالبشر يسود بينهم خطاب الكراهية على المصالح والتحاسد، وهذا مشاهد.