هذه الركعة قد تكون بألف ركعة فانتبه !
قال مسلم في صحيحه: “207 – (131) حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا عبد الوارث، عن الجعد أبي عثمان، حدثنا أبو رجاء العطاردي، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى، قال: «إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها، كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها، كتبها الله سيئة واحدة»“.
أقول: ينبغي استحضار مثل هذا الحديث في هذه العشر المباركة إذ فيه أن الحسنة قد تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، فالأمر لا يقف عند سبعمائة.
ومن مظان المضاعفة الأزمنة الفاضلة، ودليل ذلك قوله تعالى {ليلة القدر خير من ألف شهر} وليلة القدر زمان فاضل.
وما ورد عن بعض السلف من أن التسبيحة في رمضان خير من ألف تسبيحة في غيره يعضد المعنى، فإذا كانت ليلة القدر خيرا من ألف شهر فلا يبعد أن تكون ليلة من رمضان خير من ألف ليلة في غيره، أو على أي صفة كانت المضاعفة المهم أن الزمن الفاضل مظنة مضاعفة أجر.
فتلك الركعة التي تصليها لله عز وجل في هذه العشر قد تكون خيرًا من ألف ركعة في غيرها، وكذلك كل عمل صالح.
واعلم أن الفريضة خير من النافلة وأن الأعمال الصالحة لا تنحصر بالصلاة والصدقة والصيام (وكل ذلك عظيم جليل) بل أيضًا بترك المنكرات من النظر الحرام والغيبة والنميمة وعامة ذنوب اللسان. ومِن العمل الصالح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والمرء أسعد ما يكون بحرصه على أزمنة الخير يوم القيامة حين تكون هذه الحسنات منفذ النجاة له من العذاب الأليم وطريقه إلى النعيم المقيم.