فينشر بعض الناس أن الحسن البصري سئل ما
سر زهدك في الدنيا
فقال : علمت أن رزقى لا يأخذه غيرى فاطمأن
قلبى، وعلمت أن عملى لا يقوم به غيرى فاشتغلت به وحدى، وعلمت أن الله مطلع علي
فاستحييت أن يرانى عاصيا، وعلمت أن الموت ينتظرنى فأعددت الزاد للقاء ربى
والواقع أن هذا الكلام لا أصل له عن الحسن
البصري وإنما كلام حاتم الأصم
قال الخطيب في تاريخه (9/149) : أخبرنا
أَحْمَد بْن علي بْن الْحُسَيْن المحتسب، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن
الْحُسَيْن الهمذاني، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو علي مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن إسحاق
السرخسي، قَالَ: سمعت أبا الْحَسَن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن الجرجاني، يقول: سمعت
الْحَسَن بْن علي العابد، يقول: سمعت حاتما الأصم، وَقد سأله سائل على أي شيء بنيت
أمرك، فَقَالَ: على أربع خصال: على أن لا أخرج من الدنيا حتى أستكمل رزقي، وَعلى
أن رزقي لا يأكله غيري، وَعلى أن أجلي لا أدري متى هو، وَعلى أن لا أغيب عَنِ
اللَّه طرفة عين.
وهذا يبين لك وجهاً من سوآت عدم التثبت في
نقل الأخبار وهو أن ينسب كلام شخص إلى شخص آخر وهو نوع من الظلم
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم