قال الإمام ابن بطة رحمه الله المتوفى عام 387 في كتابه الإبانة الكبرى
:
725 : حدثنا أبو بكر محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود
، قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا أبو المغيرة ، قال : حدثنا صفوان بن عمرو
، قال : حدثني يزيد بن خمير الرحبي ، قال :
سألت عبد الله بن بسر صاحب النبي
صلى الله عليه وسلم : كيف حالنا من حال من كان قبلنا ؟
قال : سبحان الله لو نشروا
من القبور ما عرفوكم إلا أن يجدوكم قياما تصلون .
726 : حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن رجاء قال : حدثنا أبو العباس أحمد
بن توبة العكبري قال : حدثنا أبو إبراهيم الترجماني ، قال : حدثنا حماد بن زيد ، عن
المعلى بن زياد ، عن ثابت ، عن أنس ، قال :
ما من شيء كنت أعرفه على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلا قد أصبحت له منكرا ، إلا أني أرى شهادتكم هذه ثابتة .
قال : فقيل : يا أبا حمزة فالصلاة
قال : قد فعل فيها ما رأيتم
727 : حدثنا أبو بكر محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا بكر
بن خلف ، قال : حدثنا محمد بن بكر البرساني ، قال : أخبرنا عثمان بن أبي رواد ، قال
: سمعت الزهري ، يقول :
دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو
يبكي ، قلت : وما يبكيك ؟
قال : ما أعرف شيئا مما كنا عليه
، إلا هذه الصلاة ، وقد ضيعت .
728 : حدثنا أبو الحسين الكارزي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل
، قال : حدثني أبي قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن
أم الدرداء ، قالت :
دخل أبو الدرداء وهو غضبان ، قلت
له : ما أغضبك ؟
قال : والله ما أعرف
فيهم من أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، إلا أنهم يصلون جميعا .
729 : حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن أبي سهل الحربي قال : حدثنا أحمد
بن مسروق الطوسي ، قال : حدثنا محمد بن حميد ، عن جرير ، وحدثنا أبو بكر أحمد بن محمد
بن السري الكوفي قال : حدثنا إسحاق بن محمد السماكي ، قال : حدثنا يوسف بن موسى القطان
، قال : حدثنا جرير ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، أنه كان يتمثل بهذا
البيت :
فما الناس بالناس الذين عهدتهم
ولا الدار بالدار التي كنت تعرف
قال ابن بطة بعد سرده هذه الآثار :” هذا يا إخواني رحمنا الله وإياكم
قول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن بسر ، وأنس بن مالك ، وأبي الدرداء
، وابن عباس ، ومن تركت أكثر ممن ذكرت .
فيا ليت شعري كيف حال المؤمن في
هذا الزمان ، وأي عيش له مع أهله ، وهو لو عاد عليلا لعاين عنده .
وفي منزله ، وما أعده هو وأهله
للعلة والمرض من صنوف البدع ومخالفة السنن ، والمضاهاة للفرس والروم وأهل الجاهلية
ما لا يجوز له معه عيادة المرضى ، وكذلك إن شهد جنازة ، وكذلك إن شهد إملاك رجل مسلم
، وكذلك إن شهد له وليمة ، وكذلك إن خرج يريد الحج عاين في هذه المواطن ما ينكره ويكربه
ويسؤه في نفسه وفي المسلمين ويغمه .
فإذا كانت مطالب الحق قد صارت
بواطل ، ومحاسن المسلمين قد صارت مفاضح ، فماذا عسى أن تكون أفعالهم في الأمور التي
نطوي عن ذكرها ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ما أعظم مصائب المسلمين في الدين ، وأقل
في ذلك المفكرين” انتهى كلامه
فما عسانا أن نقول نحن ولا يأتي إلا والذي يعده شر منه وقد مضى أكثر من
ألف عام على موت هذا الإمام
وما رأى الديمقراطية وما صنعت بالناس !
وما رأى القبورية وفشوها !
وما رأى حيث صار يعير السني بسنيته كما تعير العاهرة بعهرها !
وما رأى تحذير الناس جهاراً نهاراً من مقالات السلف ومن كتب السلف ولا
يستحيون بعد من التسمي بالسلفية !
وما رأى فتنة النساء وما صنعت بالناس حتى احتال للأمر ضعفاء الديانة من
أدعياء الفقه حيث لم يعجز الشيطان عن شيء إلا وجاءه ومن قبل النساء
إلى غير ذلك من البلاء العظيم والله المستعان
اللهم ثبتنا على دينك إلى الممات ولا تخزنا يوم نلقاك .
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم