هذا الكلام يدل على قلة علم المؤلف بالدَّارَقُطْنِيِّ

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال ابن الجوزي في التحقيق[ 822] :

وقال الدَّارَقُطْنِيُّ : ثنا أبو عبد الله بن المهتدي ثنا الحسن بن علي
ابن خلف ثنا سليمان بن عبد الرَّحمن حدَّثني ناشب بن عمرو الشيباني ثنا مقاتل بن حيان
عن عروة عن عائشة قالت : أبصر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امرأة من
أهله تصلِّي ولا تضع أنفها بالأرض ، فقال : “يا هذه ، ضعي أنفك بالأرض ، فإنه
لا صلاة لمن لم يضع أنفه بالأرض مع جبهته في الصَّلاة” .

فإن قالوا : قد قال الدَّارَقُطْنِيُّ : ناشب ضعيف .

قلنا : ما قدح فيه غيره ، ولا يقبل التضعيف حتى يبين سببه .اهـ

فعلق ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق بقوله :

هذا الكلام يدل على قلة علم المؤلف بالدَّارَقُطْنِيِّ ، فإن الدَّارَقُطْنِيّ
قلّ أن يضعف رجلاً ويكون فيه طب ، ولا يطلب بيان السبب في التضعيف إلا إذا عارضه تعديل
.

وقد تكلم البخاري في ناشب أيضاً ، وقال : هو منكر الحديث .اهـ

أقول : والتعليق على كلام ابن عبد الهادي ذو شجون وذلك من وجوه

أولها : أن الحافظ الشاب ابن عبد الهادي الذي مات قبل أن يكمل الأربعين
تعقب ابن الجوزي بكلام ليس باللين ذباً عن إمام من أئمة العلل وهو الدارقطني

وابن الجوزي حافظ كبير  _ وحاله في الاعتقاد معروف _، ولكن ابن عبد الهادي احتملته الحمية على الدارقطني
فما لامه على ذلك عاقل منصف

وما قالوا ( من أنت حتى ترد على ابن الجوزي ) ، وكتاب ابن الجوزي كان قد
مضى عليه في الأمة أكثر من مائتي عام ! لما كتب ابن عبد الهادي ما كتب وما قالوا له
( أين فلان وفلان ما ردوا هذا الكلام )

ثانيها : أن من لا يعرف قدر الأئمة يرد جروحهم بلا حجة ، وأما من خبر أحوالهم
احترم أحكامهم

وما أكثر قليلي العلم بأئمة العلل اليوم حتى خشينا على بعضهم من كثرة الرد
على مهدري جهود المتأخرين _ فيما زعموا _  أن يقع هو في إهدار جهود المتقدمين !

ثالثها : أن الجرح إنما يطلب تفسيره عند معارضته بتعديل ، وأما ما سوى
ذلك فلا وإذا تتابع الأئمة على جرح رجل أغنى عن طلب التفسير 

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم