نوال السعداوي والتمرد المثير للانتباه
يُلاحظ أن كثيراً من الليبراليين والملاحدة يلجؤون للروايات
وهذا باب مشهور في التلقين الخفي
فيضمّن الكاتب أفكاراً لا يستطيع الجهر بها
أو ربما يُخرج ما في سريرته من حيث لا يشعر
ويكون سالماً من التبعات
لأنه سيقول: هذا ليس كلامي وإنما نسبته لبعض شخصيات الرواية
ولكنها حيلة لا تنطلي إلا على جاهل أو متجاهل
وما أكثرهم!
اقرأ معي هذا المقطع من رواية (نوال سعداوي – حب في زمن النفط):
هل كانت من النساء المشاغبات أو المتمردات على النظام؟
رئيسها في العمل كان واضعاً ساقا فوق ساق
بين شفتيه غليون أسود يلتوي إلى الأمام مثل قرن الثور
عيناه شاخصتان إلى أعلى
– لا، كانت امرأة مطيعة تماماً
– هل يمكن أن تكون اختُطفت أو اغتُصبت؟
– لا، كانت امرأة عادية لا تثير الرغبة في اغتصابها
– ما معنى ذلك؟
– أعني: كانت امرأة مستسلمة لا تثير شهية أحد!
أقول: ما الرسالة التي تريد إيصالها نوال سعداوي إلى القارئ من هذا الحوار؟
ولاحظ محاولة الشرح والتفصيل في إيصال هذه الفكرة
تكرر ثلاث مرات أوصاف المرأة غير المتمردة:
– مرة: (مطيعة)
– ومرة: (عادية)
– ومرة: (مستسلمة)
تجتهد تماماً في توكيد هذه الصورة!
ثم ما نتيجة وصف هذه المرأة بهذه الصفات؟
الجواب: أنها لا تثير شهية الرجال!
الكاتبة المشهور عنها أنها متمردة!
الذي تريد إيصاله للقارئات قبل القراء أن التمرد يزيد من جاذبيتك!
وبالتالي يظهر أن الهدف من التمرد على المجتمع الذكوري الأبوي
= إثارة إعجاب الذكر!
أو الشعور بالرضا عن النفس حين تراه يسترق نظرات الإعجاب إليها!
والعجيب أن من يتتلمذنَ على أطروحات هذه المرأة
يتهمن أي امرأة تخالفهن بأنها تريد إرضاء الرجال!
مع أن نظرية كبيرتهن التي ضمّنتها في رواية على لسان أحد الشخصيات:
أن المرأة المطيعة لا تثير الإعجاب!
وظاهر جداً من:
الرغبة بالاختلاط وفتح العلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية والدعوة للإجهاض
= أن الأمر ليس عداءً مع جنس الذكور، وإنما عداء مع فريق منهم فحسب
وأما الفاجر الذي لا تقيده الاعتبارات الدينية والاجتماعية، فهو من أسعد الناس بهذه الدعوات
لا أرغب بالرد على أطروحتها السخيفة
ولكنني متأكد أن كثيرات ممن يظهرن فكرها يؤمنّ بهذه النظرية
ولا أدلّ على ذلك من إفراط كثير منهن بالتبرج، مع دعوى التمرد
ولكن دعوتهن لها ظاهر وباطن
وهن يشعرن بالحقد الشديد على أي امرأة تكون مع الفطرة
فهذه هي عدوتهن الحقيقية، لا النظام الأبوي
ويعتبرنها مثل المرتدة، أو الخائنة
لهذا يأتي هجاؤها في رواية نوال سعداوي بأن مثلها (لا تثير شهية أحد)
هجاء يستبطن مركزية ذوق الرجل الذي تزعم التمرد عليه
وكأنها تقول لها أنا مرغوبة أكثر منك!
وفكرة الأنثى المتمردة المرغوبة من الرجال دمرت بيوتاً كثيرة
والله المستعان