فإن تتبع عدنان إبراهيم أمر جد متعب ولكن كما يقال مكره أخاك لا بطل ، فالرجل له مستمعون كثر جداً واليوم الناس يغوصون في بحار من الشبهات مع الأسف مع قلة من العلم ، فكان ينبغي لكل من عنده مقدرة من الله بها عليه على البحث والتنقيب والكشف عن بعض الشبهات أن يساهم بما عنده
فأنا أساهم بما أقدر عليه أو أنشط له ، وزيد يساهم وعمرو يساهم وبكر يساهم حتى تنقشع هذه السحابة السوداء
واليوم سأعلق على بعض المواطن من خطبة بين يزيد والحسين ، وهذه من أخطر خطب عدنان ففيها كذب وتدليس كثيران ، وعليها يعتمد الروافض وغيرهم من المنحرفين
وكنت علقت على مقطع منها اعتمد فيه على رواية كذاب في مسألة نصح معاوية ليزيد في موضوع شرب الخمر
وسأعلق على بعض المواطن من الخطبة لأن ما فيها لا تستوعبه مقالة واحدة مع الأسف
تكلم عدنان عن يزيد وادعى أنه تربى بين النصارى لأن أهل أمه نصارى
وهذه دعوى مكذوبة ولا دليل عليها فهي كانت مسلمة وابن أخيها حسان بن مالك بن بحدل كان مسلماً وكذا ابن أخيها حميد بن حريث بن بحدل كان مسلماً وكذلك سعيد بن مالك بن بحدل بل مالك بن بجدل أخو ميسون أم يزيد شارك في غزوة القسطنطينية وهؤلاء الذين ذكرتهم عامتهم أمراء ومجاهدين
فعدنان نصرها ونصر أهلها بالظن اعتماداً على دعاوى مستشرقين
وإنني لأعجب من إنسان يتكلم العربية ويعتمد على دراسات مستشرقين فهم وإن سلم قصدهم لا يسلم فهمهم فكيف والأمران فاسدان
والأمر دخل على عدنان أو المستشرقين الذين ينقل عنهم بأن نائلة بنت الفرافصة الكلبية زوجة عثمان أبوها كان نصرانياً ، وكون والد نائلة نصرانياً ليس معناه أن كلب كلهم كانوا نصارى !
بل أخو نائلة ضب كان مسلماً ، ومعلوم أن كبار السن يتمسكون بالدين الذي نشأوا عليه في العادة ، ولو كان نصارى حين تزوج عثمان نائلة فلا يبعد دخولهم في الإسلام أفواجاً بعد ذاك وهذا ظاهر من كون بيت ميسون بالذات مليء بالأمراء المجاهدين ، وقريش أصلحها الله في زمن يسير
وعلى العموم ليس هذا بحثي وإنما بحثي قوله في خالد بن يزيد بن معاوية أن معلمه كان نصرانياً
وهذا تجني عظيم ونفحة استشراقية واضحة فخالد بن يزيد بن معاوية كان رجلاً صالحاً ليس كأبيه ومع ذلك عدنان حمل عليه ببلاهة
فخالد ترك الملك وزهد فيه وكان معروفاً بالعلم والعبادة
قال أحمد في مسنده 22280 – ثنا قتيبة ثنا ليث عن سعيد بن أبي هلال عن على بن خالد ان أبا أمامة الباهلى مر على خالد بن يزيد بن معاوية فسأله عن ألين كلمة سمعها من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : الا كلكم يدخل الجنة الا من شرد على الله شراد البعير على أهله
فتأمل فقهه وسؤاله عما ينفع
قال يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَسَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ عَنْ أَبِي الْأَخْنَسِ [2] قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا مَعَ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ إِذْ جَاءَ فَتًى شَابٌّ عَلَيْهِ مُقَطَّعَاتٌ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ، وَقَالَ الْفَتَى لِخَالِدٍ: هَلْ عَلَيْنَا مِنْ عَيْنٍ؟ قَالَ فَقُلْتُ أَنَا: نَعَمْ عليكما مِنَ اللَّهِ عَيْنٌ. قَالَ: فَتَرَقْرَقَتْ عَيْنَا الْفَتَى وَنَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِ خَالِدٍ ثُمَّ وَلَّى.
قَالَ: قُلْتُ لِخَالِدٍ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ابْنُ أَخِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ:
وَاللَّهِ إِنْ طَالَ بِكَ حياة لترينه إِمَامَ هُدًى
فتأمل حسن جوابه ووعظه
وقال ابن سعد في الطبقات 8437- أَخبَرنا عامِرُ بن سَعيدٍ أَبو حَفصٍ, قالَ: حَدَّثَنا هشامُ بن يوسُفَ قاضي أَهل صَنعاءَ، عَن مُحَمد بن راشِدٍ قالَ: ماتَ ابن عَباس وعِكرِمَةُ عَبدٌ، فاشتَراهُ خالِدُ بن يَزيدَ بن مُعاويَةَ مِن عَليّ بن عَبد الله بن عَباس بِأَربَعَة آلاَف دينارٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عِكرِمَةَ، فَأَتَى عَليًّا، فَقالَ: بِعتَني بِأَربَعَة آلاَف دينارٍ؟ قالَ: نَعَم. قالَ: أَما إِنَّهُ ما خِير لَكَ؛ بِعتَ عِلمَ أَبيكَ بِأَربَعَة آلاَف دينارٍ، فَراحَ عَليٌّ إِلَى خالِدٍ, فاستَقالَهُ, فَأَقالَهُ، فَأَعتَقَهُ.
وهذا من حرصه على العلم
قال ابن المبارك في الزهد 1816 – أنا عبد الله بن ميسرة ، عن إبراهيم بن أبي حرة قال : سمعت خالد بن يزيد بن معاوية ، يحدث مجاهدا أن القرآن يقول : « إني معك ما تبعتني ، فإذا لم تعمل بي اتبعتك حتى آخذك على أسوأ عملك »
فهذا رجل كان يجالس العلماء وذكر عنه صيام السبت والأحد من كل أسبوع
و قال أبو زرعة الدمشقى ، عن أبى مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز ، قال أصحابنا : إن خالد بن يزيد بن معاوية كان إذا لم يجد أحدا يحدثه ، حدث جواريه ، ثم يقول : إنى لأعلم أنكن لستن له بأهل .
يريد بذلك الحفظ . قال : فمعاوية و عبد الرحمن و خالد إخوة ، و كانوا من صالحى القوم
و قال عقيل ، عن ابن شهاب : إن خالد بن يزيد بن معاوية كان يصوم الأعياد كلها : السبت ، و الأحد ، و الجمعة .
و قال الزبير بن بكار : حدثنى محمد بن سلام ، عن بعض العلماء قال : ثلاثة أثبات من قريش توالت خمسة فى الشرف كل رجل منهم من أشرف أهل زمانه : خالد بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان بن حرب ، و أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة ، و عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف
وأما موضوع النصارى الذي نفخ فيه المستشرقون وصدقهم عدنان فكل ما في الأمر أنه تناظر مع قسيسين مر بهم عرضاً وأفحمهم ! فاستفاد من ذلك بعض الموتورين أنه تتلمذ على نصارى !
و قال هشام بن عمار ، عن المغيرة بن المغيرة الرملى ، عن عروة بن رويم ، عن رجاء بن حيوة ، عن خالد بن يزيد بن معاوية : بينا أنا أسير فى أرض الجزيرة إذ مررت برهبان ، و قسيسين ، و أساقفة ، فسلمت ، فردوا السلام ، قلت : أين تريدون قالوا : نريد راهبا هذا الدير ، نأتيه فى كل عام ، فيخبرنا بما يكون فى ذلك العام حتى لمثله منقابل . فقلت : لآتين هذا الراهب فلأنظرن ما عنده ، و كنت معنيا بالكتب ، فأتيته و هو على باب ديره ، فسلمت ، فرد السلام ، ثم قال : ممن أنت ؟ فقلت من المسلمين . قال : أمن أمة أحمد ؟ فقلت : نعم . فقال : من علمائهم أنت أم من جهالهم ؟ قلت : ما أنا من علمائهم ، و لا أنا من جهالهم . قال : فإنكم تزعمون أنكم تدخلون الجنة ، فتأكلون من طعامها ، و تشربون من شرابها ، و لا تبولون فيها ، و لا تتغوطون ؟ قلت : نحن نقول ذلك و هو كذلك . قال : فإن له مثلا فى الدنيا ، فأخبرنى ما هو ؟ قلت : مثله كمثل الجنين فيبطن أمه ، يأتيه رزق الله فى بطنها ، و لا يبول ، و لا يتغوط . قال : فتربد وجهه ، ثم قال لى : أما أخبرتنى أنك لست من علمائهم ؟ قلت ما كذبتك ، ما أنا من علمائهم و لا من جهالهم ، قال : فإنكم تزعمون أنكم تدخلون الجنة ، فتأكلون من طعامها ، و تشربون من شرابها ، و لا ينقص ذلك منها شيئا ؟ قلت : نعم نحن نقول ذلك و هو كذلك ، قال : فإن له مثلا فى الدنيا ، فأخبرنى ما هو ؟ قلت : مثله فى الدنيا كمثل الحكمة ، لو تعلم منها خلق الله أجمعون لم ينقص ذلك منها شيئا ، قال : فتربد وجهه ، ثم قال : أما أخبرتنى أنك لست من علمائهم ؟ قلت : ما كذبتك ، ما أنا من علمائهم و لا من جهالهم . قال : و أنتم تزعمون أن الحسنة بعشر أمثالها ؟ قلت : نحن نقول ذلك و هو كذلك . قال : فإن له مثلا فى الدنيا فأخبرنى ما هو ؟ قلت : مثله فى الدنيا كمثل الرجل يمر على الملأ فيهم العشرة أو أكثر من ذلك ، فيسلم عليهم فيردون السلام أجمعون . قال : فتربد وجهه ، و قال : أما أخبرتنى أنك لست من علمائهم ؟ قلت : ما كذبتك ، ما أنا من علمائهم و لا من جهالهم . قال : و أنتم ترون حقا فى صلاتكم أن تستغفروا للمؤمنين و المؤمنات ؟ قلت : نعم ، قال : فالتفت إلى أصحابه ، فقال : ما منهم من أحد يستغفر للمؤمنين و المؤمنات إلا كتب الله له من كل مؤمن و مؤمنة حسنة . قال : و أنتم ترون حقا عليكم أن تقولوا : السلام علينا و على عباد الله الصالحين ؟ قلت : نعم . قال : فالتفت إلى أصحابه ، فقال : ما منهم من أحد يقول ذلك إلا رد الله عليه السلام من كل عبد صالح من أهل السماء و الأرض مضى أو هو كائن إلى يوم القيامة . قال ، ثم قال : هل فيكم ذو القرن يقوم إليه طفل من أطفاله فيرد قوله ، و يضرب وجهه ؟ قلت : قد كان ذلك قال : هيهات ، هلكت هذه الأمة ، و لن تقوم الساعة على دين أرق من هذا الدين . قال خالد : و أرجو أن يكون كذب إن شاء الله.
فأين الإنصاف يا عباد الله ؟
وأين تقوى الله في أعراض صالحي الأمة الذين ماتوا قبل قرون ؟
وعدنان الذي جعل تتلمذ خالد بن يزيد بن معاوية المزعوم على نصراني مثلبة له هو نفسه باستمرار ينقل من المستشرقين والفلاسفة الملاحدة ويثني عليهم أمثال راسل وهيوم وأضرابهما فسبحان الله
بل العجيب أن رسالته الدكتوراة أشرف عليها رجل غير مسلم
وقد كان هناك رجل نصراني أسلم مستشار عند يزيد ، ذكر عدنان نصرانيته ولم يذكر إسلامه
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق :” 2402 – سرجون بن منصور الرومي كاتب معاوية وابنه يزيد بن معاوية وعبد الملك بن مروان ذكره أبو الحسين الرازي في تسمية كتاب أمراء دمشق وذكر أنه كان نصرانيا فأسلم وهو الذي ينسب إليه جبر بن سرجون عند باب كيسان ويقال له سرحة وله عقب وكان يقال إن الكنيسة التي خارج باب الفراديس بحذاء دار أم البنين محدثة بنيت بعد الفتح لسرحة كان كاتبا لمعاوية بن أبي سفيان ثم أسلم على يديه وبقيت الكنيسة.
وأما الرواية أنه أشار بعزل النعمان فرواية منقطعة يرويها رجل كوفي عنهم وهم في الشام
ولها سند آخر فيه راو اسمه خالد بن يزيد القسري ضعيف جداً
ومن عجائب عدنان في خطبته المذكورة استدلاله بحديث واه
وهو الذي يكذب الأحاديث الصحاح
قال الحاكم 3147 – حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَمْرٍو الْبَزَّارُ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو يَعْلَى مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ الْمِسْمَعِيُّ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَنِّي قَتَلْتُ بِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعِينَ أَلْفًا، وَإِنِّي قَاتِلٌ بِابْنِ ابْنَتِكَ سَبْعِينَ أَلْفًا وَسَبْعِينَ أَلْفًا» قَالَ الْحَاكِمُ: ” قَدْ كُنْتُ أَحْسِبُ دَهْرًا أَنَّ الْمِسْمَعِيَّ يَنْفَرِدُ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ حَتَّى حَدَّثَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ السَّبِيعِيُّ الْحَافِظُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِ نَحْوَهُ
حميد بن الربيع كذاب ، ومحمد بن شداد ضعيف جداً وقد قال الذهبي أن متن الحديث منكر جداً وصدق
والعجيب أن عدنان يتكلم عن مؤامرة أموية لكبت ذكر أهل البيت وهو يسرد أخبار فضائلهم من كتب أهل السنة فأين ذهبت المؤامرة لماذا لا زالت فضائلهم تروى في الكتب ثم ألم يقض العباسيون على الأمويين فينبغي أن تنقرض هذه المؤامرة !
وعدنان وأضرابه لو قلت لهم الدول الغربية تتآمر علينا سيسخرون منك ولكنهم يؤمنون بالمؤامرة الأموية على مدى ثلاثة عشر قرناً حتى بعد زوال ملكهم !
وقد توج عدنان خطبته بكذبة كبيرة حيث ادعى أن ابن حزم قال أن أحاديث علي بن أبي طالب خمسين حديثاً وعشرون منها فقط في الصحيحين
فتعجب من قلة حديث علي مع صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم الطويلة ، وأرجع ذلك للمؤامرة الأموية الكونية !
والواقع أن عدنان افترى على ابن حزم فابن حزم ذكر خمسمائة ولم يذكر خمسين فقط
يذكر ابن حزم أحاديث صحابة بالعدد
مثل علي بن ابي طالب 586حديث
وكذلك ابن الجوزي في كتابه تلقيح فهوم الأثر
ذكر أن له 536 ( مستفاد من ملتقى أهل الحديث )
ثم إن علياً أكثر رواية من أبي بكر الصديق ومعاوية وعثمان ووفاة علي قريبة من وفاة عثمان فقد مات بعده بخمس سنوات فقط
وقلة حديث الصحابة الكبار المتقدمين ترجع إلى كون الناس في زمنهم كانوا حديثي عهد بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكن هناك حاجة للحديث لكون الناس يعرفون الأحكام ويتناقلونها عملياً ثم إن الصحابة الذين طال بهم العمر احتاجوا أن يحدثوا ويكثروا لما بعد عهد الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم قليلاً لهذا تجد جابراً وأنساً وأبا سعيد وعائشة وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن عمر وابن عباس مكثرون لأنهم طال بهم العمر وليس كل ما يروونه سمعوه مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم فهناك أمور يذكرونها عن كبار الصحابة وأحياناً يسمونهم وأحياناً لا
وأنا كان لي تجربة في جمع آثار الخلفاء الراشدين المهديين فكان أكثرهم آثاراً بعد عمر علي بن أبي طالب
والكوفيون حتى في زمن بني أمية كان يغلب عليهم التشيع ولا يوجد كتاب من كتب الحديث إلا وفيه كتاب في فضائل علي بن أبي طالب
وهذا مالك في الموطأ ملأ كتابه من فتاوى علي يرويها من طريق جعفر الصادق
وفتاوى علي وتفسيره للقرآن كثير جداً في كتب الحديث
وأحاديثه في الصحيحين كثيرة أكثر مما ذكر عدنان بل أحاديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكافي 66 حديثاً ( مستفاد من أحد الأخوة ) وهذا تقريباً لا يصل إلى ضعف أحاديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري ومعلوم أن صحيح البخاري ينتقي أصح الأحاديث ، ولكن لو نظرنا في جامع الترمذي ومسند أحمد لوجدنا أكثر بكثير جداً لأنهم يخرجون كل ما يحتمل للراوي
وأحاديث عائشة التي هي عائشة في البخاري لا تصل إلى مائتي حديث
وأما فتاوى علي بن أبي طالب فتملأ الكتب انظر مصنف ابن أبي شيبة ومصنف عبد الرزاق والأوسط لابن المنذر وغيرها كثير
حتى أن عدد الرواة عن علي بن أبي طالب في مشاهير كتب الإسلام يقاربون أو يزيدون على 300 نفساً
وقد قال أحد الأخوة :” الخليفة الراشد علي بن ابي طالب رضي الله عنه اهو اكثر الخلفاء الراشدين رواية للحديث في كتب السنة وقد روى أحمد بن حنبل 800 حديث بالمكرر وهذا أكثر من جميع ما رواه عن بقية الخلفاء الراشدين والتي عددها 529 حديثاً بالمكرر”
وقال آخر :” اعتمد أهل السنة على روايات آل البيت بشكل كبير فروايات علي بن أبي طالب في البخاري مع المكرر 98 و بغير المكرر 34 و رواياته – رضي الله عنه و أرضاه – في صحيح مسلم 38 حديثاً.
بل أن روايات علي بن أبي طالب في الصحيحين أكثر من روايات أبي بكر و عمر و عثمان مجتمعةً .
فروايات علي بن أبي طالب – رضي الله عنه و أرضاه – في الصحيحين 90 حديثاً .
و في المقابل فإن أصح كتب الشيعة كتاب الكافي و مجمل الروايات فيه عن علي – رضي الله عنه و أرضاه – عن رسول الله – صلى الله عليه و آله و سلم -هي 66رواية و 802 رواية أقواله – رضي الله عنه و أرضاه –”
وقال السخاوي فتح المغيث :” وَالْمُكْثِرُونَ مِنْهُمْ إِفْتَاءً سَبْعَةٌ: عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَعَائِشَةُ.
قَالَ ابْنُ حَزْمٍ: يُمْكِنُ أَنْ يُجْمَعَ مِنْ فُتْيَا كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ مُجَلَّدٌ ضَخْمٌ”
ويكفيك أن المؤامرة الأموية المزعومة لم تثمر الرواية عن أي واحد من خلفاء بني أمية في عامة كتب الإسلام في الوقت الذي تحتج به عامة الكتب بروايات علي زين العابدين والباقر والصادق وغيرهم
وهذا كاف لإبطال هذيان عدنان
ومن كلامه العجيب في خطبته ترديده لكلام ينتشر في منتديات الروافض أن حديث ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب وسنتي ) غير مخرج في الكتب الستة بيد أن حديث ( كتاب الله وعترتي ) مخرج في صحيح مسلم
فيقال حديث كتاب وسنتي يشهد القرآن والأحاديث الصحيحة
فالله عز وجل يقول : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) وكل آية في هذا السياق تعضد هذا المعنى وهي كثيرة جداً جمعها الإمام أحمد في كتابه النفيس طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم
ويعضده حديث ( خير الهدي خير محمد وشر الأمور محدثاتها ) فالتمسك بخير الهدي عصمة ، والشر كل الشر في الإحداث
ويعضده حديث ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ) والحديث سياقه يتكلم عن الاختلاف والإحداث الذي سيحصل بعد زمن السلف
وأما حديث كتاب الله وعترتي فليس في صحيح مسلم بهذا اللفظ وهذا غير صحيح
قال مسلم في صحيحه 6304- [36-2408] حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، وَشُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ ، قَالَ زُهَيْرٌ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنِي أَبُو حَيَّانَ ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ ، قَالَ : انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ ، وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ ، إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ : لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا ، رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ ، وَغَزَوْتَ مَعَهُ ، وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا ، حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي وَاللَّهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي ، وَقَدُمَ عَهْدِي ، وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا ، وَمَا لاَ ، فَلاَ تُكَلِّفُونِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا ، بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ : أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ ، وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ : وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ ؟ يَا زَيْدُ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ؟ قَالَ : نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ ، قَالَ : وَمَنْ هُمْ ؟ قَالَ : هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ ، وَآلُ جَعْفَرٍ ، وَآلُ عَبَّاسٍ قَالَ : كُلُّ هَؤُلاَءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ.
وهذا الحديث في صحيح مسلم من ظن أنه يشهد للحديث الذي معنا فقد غلط ، بل ظاهره يخالف
فقد سماهما ( ثقلان ) لكبر شأنهما ثم حث على كتاب عز وجل والتمسك به ، وأما أهل البيت فأمر بالإحسان فخص الكتاب فقط بذكر التمسك والحث عليه
وهذا زيد بن أرقم راوي الحديث لم يحصر أهل البيت بعلي وأبنائه
وما ذهب إليه زيد بن أرقم من أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لم تحرم عليهن الصدقة خالفته فيه عائشة فكانت تذهب إلى أنهن حرم عليهن الصدقة وهي أعلم بالأمر منه
قال ابن أبي شيبة في المصنف 10811: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَرِيكٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، أَنَّ خَالِدَ بْنَ سَعِيدٍ بَعَثَ إلَى عَائِشَةَ بِبَقَرَةٍ مِنَ الصَّدَقَةِ فَرَدَّتْهَا وَقَالَتْ إنَّا آلَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لاَ تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ.
وإسناده صحيح
وقال أحمد في مسنده 24485 : حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لَهُنَّ:
إِنَّ أَمْرَكُنَّ لَمِمَّا يُهِمُّنِي بَعْدِي، وَلَنْ يَصْبِرَ عَلَيْكُنَّ إِلَّا الصَّابِرُونَ .
لذا وصى بهن ، وببقية أهل بيته
–
ولي بحث موسع في حديث كتاب الله وعترتي وبيان ضعفه والعجب من الذين يستدلون به ثم ينكرون أحاديث الرؤية وتبشير العشرة بالجنة وتبشير أهل بدر بالجنة وهي أصح منه بكثير ولها في القرآن ما يعضدها
وأيضاً لعلي السالوس بحث موسع في هذا الحديث والمراد التنبيه على خلط عدنان
ومن العجائب تكفيره ليزيد وهو يدعي الورع عن التكفير فيكفر إنسان بروايات هو نفسه لا يؤمن بما هو أقوى منها
وكل ما فعله يزيد هو القتل والنكال بمن عارضه في أمر الملك وهذا وقع من كثيرين غيره وصنفوا في الطغاة ولكن لا يكفي في التكفير
وعدنان نفسه دائماً يردد أن الخوارج لم يكفروا مع أن الخوارج كفروا الصحابة واستحلوا دماء الصحابة فكيف لا يكفرهم ويكفر يزيد ؟
ومن عجبه أيضاً نقله عن الغزالي أنه قال أن الله عز وجل غضب على أهل الأرض لما قتل الحسين رضي الله عنه
وهذا عجيب فأهل الأرض عامتهم كارهون لهذا وأكثرهم ما حضر فلماذا يصيبهم الغضب ؟
هذا الرجل يدعي أنه عقلاني ويعترض على الأحاديث ثم يقبل بمثل هذا بلا خطام ولا زمام فقط تملقاً للرافضة
ثم الغزالي الذي تسميه حجة الإسلام والذي تصفه بأنه من الأولياء له فتيا مشهورة في حرمة لعن يزيد !
جاء في الكتاب تقييد الشريد من أخبار يزيد :” فقد سئل حجة الإِسلام أبو حامد الغزالي عمن يصرح بلعن يزيد بن معاوية، هل يحكم بفسقه أم لا؟ وهل كان راضيا بقتل الحسين بن علي أم لا؟ وهل يسوغ الترحم عليه أم لا؟ فلينعم بالجواب مثابًا.
فأجاب: لا يجوز لعن المسلم أصلاً، ومن لعن مسلما فهو الملعون، وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “المسلم ليس بلعان” (3).
فإذا كان لعن البهائم منهياً عنه فهل يجوز لعن المسلم؟ فقد جاء عنه – صلى الله عليه وسلم – فيما رواه عمران بن حصين قال: بَيْنَمَا رَسُولُ الله – صلى الله عليه وسلم – في بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَامْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى نَاقَةٍ فَضَجِرَتْ فَلَعَنَتْهَا فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ الله – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ: “خُذُوا مَا عَلَيْهَا وَدَعُوهَا فَإنَّهَا مَلْعُونَةٌ”. قَالَ عِمْرَانُ فَكَأَنِّي أَرَاهَا الآنَ تَمْشِي في النَّاسِ مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ وحرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة بالنص فقد ورد أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما نظر يومًا إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة منك (1). وهو حديث حسن (2).
وقد صح إسلام يزيد بن معاوية وما صح قتله الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضرا حين قُتِل، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يظن ذلك به، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام وقد قال الله تعالى: {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات/ 12].
ومن زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين أو رضي به، فينبغي أن يعلم أن به غاية الحمق، فإن من كان من الأكابر والوزراء، والسلاطين في عصره لو أراد أن يعلم حقيقة من الذي أمر بقتله ومن الذي رضي به ومن الذي كرهه لم يقدر على ذلك، وإن كان الذي قد قتل في جواره وزمانه وهو يشاهده، فكيف لو كان في بلد بعيد، وزمن قديم قد انقضى، فكيف نعلم ذلك فيما انقضى عليه قريب من أربعمائة سنة في مكان بعيد، وقد تطرق التعصب في الواقعة فكثرت فيها الأحاديث من الجوانب فهذا الأمر لا تعلم حقيقته أصلاً، وإذا لم يعرف وجب إحسان الظن بكل مسلم يمكن إحسان الظن به.
ومع هذا فلو ثبت على مسلم أنه قتل مسلما فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر، والقتل ليس بكفر، بل هو معصية، وإذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة والكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنته فكيف بمؤمن تاب عن قتل .. ولم يعرف أن قاتل الحسين مات قبل التوبة وقد قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25].
فإذن لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين بعينه لم يرد به النص، ومن لعنه كان فاسقًا عاصيًا لله تعالى. ولو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصيًا بالإجماع، بل لو لم يلعن إبليس طول عمره مع جواز اللعن عليه لا يقال له يوم القيامة: لم لم تلعن إبليس؟ ويقال للاعن: لم لعنت ومن أين عرفت أنه مطرود ملعون، والملعون هو المبعد من الله تعالى وذلك من علوم الغيب، وأما الترحم عليه فجائز، بل مستحب، بل هو داخل في قولنا: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، فإنه كان مؤمنا والله أعلم بالصواب أ. هـ (1).
وقد سئل ابن الصلاح عن يزيد فقال: لم يصح عندنا أنه أمر بقتل الحسين – رضي الله عنه – والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك، وأما سب يزيد ولعنه فليس ذلك من شأن المؤمنين، وإن صح أنه قتله أو أمر بقتله، وقد ورد في الحديث المحفوظ: “إن لعن المؤمن كقتاله” (2)، وقاتل الحسين لا يكفر بذلك، وإنما ارتكب إثما، وإنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
والناس في يزيد على ثلاث فرق، فرقة تحبه وتتولاه، وفرقة تسبه وتلعنه وفرقة متوسطة في ذلك، لا تتولاه ولا تلعنه وتسلك به سبيل سائر ملوك الإِسلام وخلفائهم غير الراشدين في ذلك وشبهه، وهذه هي التي أصابت الحق مذهبها هو اللائق لمن يعرف سِيَرَ الماضين ويعلم قواعد الشريعة الظاهرة”
أقول : والذي نعتقده في يزيد أنه رجل سوء ولكن هذا لا يبرر الكذب وأيضاً نلزم عدنان وإلا القول في يزيد ما رواه الخلال في السنة عن أحمد وغيره من أئمة أهل السنة
وقد احتج عدنان بحديث من سب علياً فقد سبني وهذا الحديث مداره على أبي إسحاق السبيعي واعلم أن عبد العزيز الغماري ومحمود سعيد ممدوح وهم على نهج عدنان في التشيع يعلون بعنعنة أبي إسحاق والرواية الوحيدة التي بدون عنعنة معلولة علي بن مسهر يبدو أنه روى عن أبي إسحاق بعد الاختلاط وأقوى رواياته رواية إسرائيل عن جده أبي إسحاق وقد تكلم فيها الإمام أحمد وغيره وقد ضعف الألباني هذا اللفظ والعجيب أن عدنان قد اعتمد على تصحيح الألباني حين وافق هواه
واحتج أيضاً بحديث ( حسين سبط من الأسباط )
وهذا الحديث في تابعيه خلاف فرواية تجعله سعيد بن أبي راشد وهو مجهول
وأخرى وهي التي رجحها البخاري تجعله راشد بن سعد وهو رجل شامي ويروي عن يعلى بن مرة وهو صحابي كوفي وراشد كثير الإرسال فالخبر منقطع وهذا التشديد في الأخبار لأننا نتعامل مع إنسان ينكر المتواترات
فهذا طرف من تدليسات عدنان في أول ثلاثين دقيقة من خطبته !
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم