نقد عبارة ( الله الوطن الأمير )

في

,

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد انتشرت عبارة خبيثة توضع على السيارات وهي ( الله الوطن الأمير ) وهذه
العبارة لا تجوز من وجوه

الأولى : أنها لم تؤثر عن أحد من السالفين أو الصالحين

الثانية : أنها تكرس الوطنية وهي دعوة حزبية تفرق المسلمين

قال  ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين (1/10) :” أما مجرد الوطنية
فإنها نية باطلة لا تفيد الإسلام شيئاً، ولا فرق بين الإنسان الذي يقول إنه مسلم والإنسان
الذي يقول إنه كافر إذا كان القتال من أجل الوطن لأنه وطن .

وما يذكر من أن حب الوطن من الإيمان وأن ذلك حديث عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم، كذب .

حب الوطن إن كان إسلامياً فهذا تحبه لأنه إسلامي، ولا فرق بين وطنك الذي
هو مسقط رأسك أو الوطن البعيد عن بلاد المسلمين، كلها وطن إسلامي يجب أن نحميه .

على كل حال يجب أن نعلم أن النية الصحيحة هي أن نقاتل من أجل الإسلام في
بلادنا أو من أجل وطننا لأنه إسلامي لا لمجرد الوطنية “

وقال في لقاء الباب المفتوح :” أما مجرد الوطنية فهذه دعوة فاشلة”

الثالثة : أنها لفظة توهم التشريك وكل لفظ يوهم التشريك لا بد من إنكاره
بشدة

قال أحمد في مسنده 1839 – حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَجْلَحُ،
عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا شَاءَ اللَّهُ، وَشِئْتَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَجَعَلْتَنِي وَاللَّهَ عَدْلًا بَلْ مَا شَاءَ
اللَّهُ وَحْدَهُ»

قال مسلم في صحيحه 1965- [48-870] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ
، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ
، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، أَنَّ رَجُلاً خَطَبَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَقَدْ رَشَدَ ،
وَمَنْ يَعْصِهِمَا ، فَقَدْ غَوَى ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ ، قُلْ : وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ.

قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ : فَقَدْ غَوِيَ.

ولا شك أن الأمير دون النبي صلى الله عليه وسلم فالرسول مأمور بطاعته مطلقاً
، وأما الأمير فيطاع فيما فيه طاعة الله عز وجل ، وإن أمر فمعصية فلا يطاع ولا يخرج
عليه إلا أن يكفر كفراً بواحاً فساعتئذ يشرع الخروج مع وجود القدرة

قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)

ويلاحظ أن هذه العبارة ليس فيها ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم

فإن قيل ( لأن النبي طاعته من طاعة الله )

فيقال : وكذلك ولي الأمر إذا أمر بما ليس بمعصية فطاعته من طاعة الله عز
وجل

ثم إنه ما المقدر المحذوف في هذه العبارة هل هو ( أعيش لله والوطن والأمير
)

فهذا لفظ شركي

قال الله تعالى : ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

أم ( أدافع عن الدين والوطن والأمير )

فالدفاع عن الوطن ينبغي أن يكون لله ولأنه وطن إسلامي وأما الدفاع عن الوطن
لأنه وطن فهذا لا أجر فيه ويفعله المسلم والكافر

وعليه فإنه يجب ترك هذه العبارة

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم