نقد دعوى الإتفاق على مراسيل أن ابن المسيب أصح المراسيل

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال ابن حجر في تقريب التهذيب (2396) وقال: ” سعيد بن المسيب بن حزن
بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي أحد العلماء الأثبات
الفقهاء الكبار من كبار الثانيةأحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار من كبار الثانية
اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل وقال ابن المديني لا أعلم في التابعين أوسع علما
منه مات بعد التسعين وقد ناهز الثمانين ع”.

هنا نقل ابن حجر  الإتفاق على أن
مراسيل سعيد أصح المراسيل ، وتابعه على ذلك الزرقاني في شرحه على الموطأ (2/56)

وفي دعوى الإتفاق نظر

فقد جاء في سؤالات ابن محرز لابن معين (1/ 120) قوله :” وسمعت يحيى
يقول : مرسلات ( إبراهيم ) أصح من مرسلات (سعيد بن المسيب ) و( الحسن البصري )

وقال الخطيب في الكفاية (1/404) أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال انا أبو العباس
محمد بن يعقوب الأصم في كتابه قال سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين
يقول أصح المراسيل مراسيل سعيد بن المسيب .

فيكون أبو زكريا له مذهبان في المسألة ، وهذا نظير تعدد الرواية عن الإمام
أحمد في الفقه .

وابن معين مع ثنائه على مراسيل إبراهيم قد ضعف خبرين من مراسيله

قال ابن رجب في شرح العلل (1/96) :” وقال ابن معين : (( مرسلات سعيد
بن المسيب أحب إلىّ من مرسلات الحسن ، ومرسلات إبراهيم صحيحه إلا حديث تاجر البحرين
، وحديث الضحك في الصلاة )) “

وهذا يدل على أن كلمته في مراسيل النخعي ناشئة عن سبر وأنه وجد لعامتها
شواهد تدل على صحتها فلا يرد عليه رواية النخعي عن المجاهيل

وقال عباس الدوري في تاريخه (2/ 5) :” سمعت يحيى يقول مراسيل إبراهيم
أحب إلي من مراسيل الشعبي “

هذا مع قول العجلي في ترتيب الثقات (2/2) :” مرسل الشعبي صحيح لا
يكاد يرسل إلا صحيحاً “

وقد خالفه أبو داود في هذا ففي سؤالات الآجري (1/219) قلت لأبي داود :
مراسيل الشعبي أحب إليك أو مراسيل إبراهيم ؟ قال : مراسيل الشعبي . “

وليس يحيى وحده في هذا الباب فإن الإمام أحمد قد أثنى أيضاً على مراسيل
النخعي

قال ابن رجب في شرح العلل (1/ 96) :” وقد قال أحمد في مراسيل النخعي
: (( لا بأس بها )) “

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (31/ 353) :” وهذا
مرسل حسن فإن مراسيل إبراهيم من أحسن المراسيل فأخذ به أحمد ولم يرد فى النص إلا توريث
هؤلاء”

وقال ابن حجر في النكت على مقدمة ابن الصلاح (1/496) :” قال ابن عبد
البر ” وأجمعوا أن مراسيل إبراهيم صحاح ” “

ولعل المقصود بالثناء مراسيله عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك ما
رواه عن عبد الله بن مسعود ، وذلك لأن شعبة كان يضعف روايته عن علي

قال ابن أبي حاتم في المراسيل ص2 :” 12 حدثنا صالح حدثنا علي يعني
ابن المديني سمعت يحيى يعني ابن سعيد القطان يقول كان شعبة يضعف إبراهيم عن علي

وما قيل في رواية النخعي عن علي ، قيل نحوه في رواية ابن المسيب عن أبي
بكر الصديق

قال ابن أبي حاتم في المراسيل ص2 صالح بن أحمد بن حنبل حدثنا علي بن المديني
قال قلت ليحيى بن سعيد سعيد بن المسيب عن أبي بكر قال ذاك شبه الريح

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم