نعمة لذة العلم ..

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد في ترجمة محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزق بن عبد الله بن يزيد بن خالد أبو الحسن البزاز المعروف بابن رزقويه: “وكان ابن رزقويه يذكر أنه درس الفقه وعلق على مذهب الشافعي، وسمعته يقول: والله ما أحب الحياة في الدنيا لكسب ولا تجارة ولكني أحبها لذكر الله، ولقراءتي عليكم الحديث“.

شيخ الخطيب الذي قال له هذه الكلمة كان قد بلغ الكهولة وصار أعمى ومع ذلك كان يجد لذة العلم.

وهذا من نعمة الله، فمظاهر الرحمة كثيرة في هذا الاختبار الذي نعيشه فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف.

والمصائب كفارات وليست ذكرى فحسب، ودائرة المباحات أوسع من دائرة المحرمات.

غير أن النعمة والرحمة تتجلى في أن هناك عبادات لها ثواب عظيم، ومع ذلك يجد المؤمن فيها لذة عظيمة ربما تفوق لذة المعاصي عند العصاة، هذا إن صلحت النية.

وكثير من الناس يحبون هذا الجانب من العلم، غير أن لهذه اللذة المقترنة بالثواب غرم لا بد من بذله وهذا لا يقارن بفضل الله غير أنك لا بد أن تبذل شيئاً.

فمما تبذله الصبر على التعليم وحل الإشكالات وقول كلمة الحق وإن أغضبت منك الناس وفي كل هذا تجد مشقة، وتصيبك نفحات من الرحمة الإلهية تخفف عنك إن بقي حبلك موصولاً بالسماء ولم تجرك الخصومات إلى نسيان ما طلبت العلم من أجله ابتداءً.