نظرة من زاوية أخرى لموضوع التعدد

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

عدد من الفضلاء الذين يتكلمون في أمر التعدد ويحاولون إقناع نفوس يعسر معها الإقناع لبعدها عن التسليم والإنصاف يذكرون حال الأرامل والمطلقات وغير ذلك وكأن التعدد وضع لمثل هؤلاء النسوة

وأنا والله إذا ذكر التعدد فإنني أهتم أشد ما أهتم لتلك البكر العفيفة في هذا الزمان الذي اشتدت به الفتن وتشتهي الأمومة ودفء الأسرة وفرصتها في ذلك لا تأتي إلا من خلال التعدد مع إقراري بفائدة التعدد لغيرها من الأرامل والمطلقات ( غير أن بعضهن ربما كان عندها أولاد يعينونها فيكون مصابها أخف من وجه )

ولتلك الزوجة التي يحفظها جداً الكلام عن التعدد هل تذكرين فرحتك حين جاءك الخاطب المناسب ؟

هل تذكرين سعادة ليلة الزفاف ؟

هل تذكرين تلك المشاعر المتداخلة من نشوة وسعادة وتخوف التي غمرت قلبك حين علمت أنك حامل ؟

هل تذكرين ذاك الشعور الذي يصعب وصفه حين وضع مولودك الأول بين يديك ؟

هل تذكرين ذلك الطرب الحلال الذي أصابك حين سمعتي كلمة ( ما ما ) لأول مرة ؟

هناك أنثى أخرى تتمنى كل هذه الأمور ولا فرصة لها بذلك إلا من خلال التعدد

فإن قلت : فما نصنع بالغيرة ؟

فأقول : الغيرة شعور طبعي ولكن هل ينبغي أن يستبد بالقلب ؟ نساء المسلمين على مر التاريخ تصيبهن الغيرة ولكن تزاحم قلوبهن مشاعر أخرى من إيمان بالله ورسوله ومحبة للخير للمسلمين ومحبة لتكثيرهم ومحبة لانتشار العفاف بين المسلمات وغيرها مما يخفف وطأة الغيرة ولا توصلن إلى مرحلة طلب الطلاق ( تلك الحالة الفريدة في زماننا هذا ) بل تظهر الغيرة في سلوكيات فردية متقطعة وتظهر سلوكيات أخرى تابعة للمشاعر الأخرى

ولكن مشكلة كثير من بنات الجيل أنهن يتمحورن حول ذاتهن فقط لذا التفكير بمصلحة الأمة أو المجتمع أمر غائب ، بل بعضهن تلوح بورقة الإلحاد إذا لم يوافق الشرع هواها ، وبعضهن تسخط على المجتمع وبعضهن تتأثر بالأخريات وما بها من بغض لله ورسوله أو حتى المجتمع ولكنها تسير مع ما يسود في مجتمع النساء حولها ، المسألة مع الأسف عقيدة منحرفة وليس غيرة عارضة

العفة مطلب عظيم من مطالب الشريعة واليوم تسهل التواصل بين الجنسين وتم تأخير سن الزواج وما عاد هناك جواري للزواج أو التسري ولا شك أن تسهيل الحرام وتعسير الحلال يناقض طلب العفة لهذا العاقل يعلم أن المطالبة بموضوع التعدد في زماننا ينبغي أن يكون أقوى من الأزمنة الأخرى لا العكس ومن هذا تعرف أن كثيراً من القراءات العصرية للإسلام زعموا وهي قراءات تناقض مقاصده وتحمله على ثقافات أخرى لا تؤمن بالله ورسوله وبطبيعة الحال لا تؤمن بمقاصد الشريعة لذا لا تراعيها وأي داعية أو مفكر كما يسمونه يجلس للناس ويسمع قصصهم ولا يرى ضرورة لتوسيع باب الإعفاف هو إما خائن أو لا يصلح للمكان الذي وضع فيه