لما وقع من بعض محاوري الشيعة أنه قال: (أبرأ من حول الله وقوته إلى حولي وقوتي) وأنكر ذلك عليه من أنكر، جاء برواية من كتب التواريخ يزعم أن هذا الحلف موجود عند السلف!
وهذه الرواية في «تاريخ بغداد» في قصة لهارون الرشيد مع بعض العلويين، وفيها: “فقال له يحيى: فاحلف إن برئت من حول الله وقوته، ووكلك إلى حولك وقوتك إن كنت قلت هذا.
قال ابن مصعب لا أحلف، فالتفت إليه الرشيد، فقال: احلف بما حلفك به، فحلف”.
وهذه الرواية نقلها الخطيب من كتاب «النسب» للحسن بن محمد بن يحيى العلوي.
قال الذهبي في «ميزان الاعتدال»: “1943- الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين ابن زين العابدين على بن الشهيد الحسين العلوي ابن أخي/ أبي طاهر النسابة
عن إسحاق الدبرى.
روى بقلة حياء عن الدبرى، عن عبد الرزاق بإسناد كالشمس: على خير البشر.
وعن الدبرى، عن عبد الرزاق.
عن معمر، عن محمد، عن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذر – مرفوعاً، قال: على وذريته يختمون الاوصياء إلى يوم الدين.
فهذان دالان على كذبه وعلى رفضه – عفا الله عنه.
روى عنه ابن زرقويه، وأبو علي بن شاذان، وما العجب من افتراء هذا العلوي بل العجب من الخطيب، فإنه قال في ترجمته: أخبرنا الحسن بن أبي طالب، حدثنا محمد بن إسحاق القطيعى، حدثني أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى صاحب كتاب النسب، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا الثوري، عن محمد بن المنكدر عن جابر – مرفوعاً: على خير البشر، فمن أبي فقد كفر.
ثم قال: هذا حديث منكر، ما رواه سوى العلوي بهذا الإسناد وليس بثابت.
قلت: فإنما يقول الحافظ: ليس بثابت في مثل خبر القلتين، وخبر: الخال وارث، لا في مثل هذا الباطل الجلى، نعوذ بالله من الخذلان.
مات العلوي سنة ثمان وخمسين وثلثمائة، ولولا أنه متهم لازدحم عليه المحدثون، فإنه معمر”.
فالرواية مدارها على رافضي متهم بالكذب، فكيف تؤخذ أخبار السلف منه وما يشرع وما لا يشرع؟
لو كان كل شيء في كتب التواريخ -ولو رواه رافضي كذاب- حجة، لقامت كثير من شبهات الرافضة.