نسأل الله عز وجل أن يأجر من حرَّر المسلمين والمسلمات من الأسر أجر عتق الرقبة وإعزاز الدِّين…

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال ابن قدامة المقدسي في «المغني» وغيره من كتبه: “ويجوز أن يشتري من زكاته أسيرا مسلما من أيدى المشركين؛ لأنه فكُّ رقبة من الأسر، فهو كفكِّ رقبة العبد من الرِّق، ولأن فيه إعزازا للدِّين، فهو كصرفه إلى المؤلفة قلوبهم، ولأنه يدفعه إلى الأسير في فكِّ رقبته، فأشبه ما يدفعه إلى الغارم لفك رقبته من الدَّين”.

تأمَّل قوله: “فهو كفكِّ رقبة العبد من الرِّق”.

نسأل الله عز وجل أن يأجر من حرَّر المسلمين والمسلمات من الأسر أجر عتق الرقبة وإعزاز الدِّين.

فإن ذلك مما يُدَّخر ليوم القيامة.

{وما أدراك ما العقبة • فك رقبة • أو إطعام في يوم ذي مسغبة} [البلد].

وهذا تفريج كربة وإدخال سرور وستر على مسلمين.

وقد قال النبي ﷺ: «من فرق بين والدة وولدها، فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة» رواه الترمذي وأحمد.

فيُرجى بدلالة العكس لمن جمع بين المسلمين وأحبَّتهم أن يجمع الله بينه وبين أحبَّته يوم القيامة في دار كرامته.