قال ابن أبي الدنيا في القبور 109- حدثني
محمد بن عباد بن موسى العكلي قال حدثني أبي ثنا سفيان بن حسين قال ماتت النوار بنت
أعين بن ضبيعة النجاشي امرأة الفرزدق فخرج الحسن في جنازتها فلما سوي عليها التراب
قام الفرزدق فأنشأ يقول
أخاف وراء القبر إن لم تعافني … أشد من
القبر التهابا وأضيقا
إذا جاءني يوم القيامة قائد عنيف … وسواق
يسوق الفرزدقا
لقد خاب من أولاد آدم من مشى … إلى
النار مغلول القيادة أزرقا
عباد العكلي مجهول غير أنه توبع
قال ابن أبي شيبة في المصنف 36882- حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى التَّمِيمِيُّ ، قَالَ :
تُوُفِّيَتِ النَّوَارُ امْرَأَةُ الْفَرَزْدَقِ ، فَخَرَجَ فِي جِنَازَتِهَا
وُجُوهُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، وَخَرَجَ فِيهَا الْحَسَنُ ، فَقَالَ الْحَسَنُ
لِلْفَرَزْدَقِ : مَا أَعْدَدْت لِهَذَا الْيَوْمِ يَا أَبَا فِرَاسٍ ، قَالَ : شَهَادَةَ
أَنْ لاَ إلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُنْذُ ، ثَمَانِينَ سَنَةً ، قَالَ : فَلَمَّا
دُفِنَتْ قَامَ عَلَى قَبْرِهَا ، فَقَالَ :
أَخَافُ وَرَاءَ الْقَبْرِ إنْ لَمْ
يُعَافِنِي … أَشَدُّ مِنَ الْقَبْرِ الْتِهَابًا وَأَضْيَقَا
إذَا جَاءَنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ
قَائِدٌ … عَنِيفٌ وَسَوَّاقٌ يَسُوقُ الْفَرَزْدَقَا
لَقَدْ خَابَ مِنْ أَوْلاَدِ دارم مَنْ
مَشَى … إِلَى النَّارِ مَغْلُولَ الْقِلاَدَةِ أَزْرَقَا
أبو موسى لم أعرفه ولكن يتسامح في هذا في
مثل هذه الأخبار وللخبر طرق أخرى فهو مشهور جداً وهذه الأبيات الوعظية المستحسنة
ثابتة للفرزدق الشاعر ، وكما روي في بعض طرق القصة في كلمة قالها الفرزدق قول
الحسن ( خذها من غير فقيه )
أقول : خذها موعظة من غير واعظ
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم