قال القرطبي في التذكرة ص292:
” قال أبو الفرج بن الجوزي أيضاً في كتاب روضة المشتاق و الطريق إلى
الملك الخلاق . فتفكر الآن فيما يحل بك من الفزع بفؤادك إذا رأيت الصراط و دقته ، ثم
وقع بصرك على سواد جهنم من تحته ، ثم قرع سمعك شهيق النار و تغيظها ، و قد كلفت أن
تمشي على الصراط مع ضعف حالك ، و اضطراب قلبك ، و تزلزل قدمك و ثقل ظهرك بالأوزار ،
المنعة لك من المشي على بساط الأرض ، فضلاً عن حدة الصراط . فكيف بك إذا وضعت عليه
إحدى رجليك فأحسست بحدته ، و اضطررت إلى أن ترفع القدم الثاني ، و الخلائق بين يديك
يزلون و يعثرون ، و تتناولهم زبانية النار بالخطاطيف و الكلاليب ، و أنت إليهم كيف
ينكسون فتسفل إلى جهة النار رؤوسهم ، و تعلو أرجلهم فيا له من منظر ما أفظعه ، و مرتقى
ما أصبعه ، و مجاز ما أضيقه “
أقول : الله المستعان وبه نستغيث من أهوال ذلك اليوم ، ولو أن القرطبي وابن الجوزي اقتصرا على مثل هذا وتركا التجهم وغيره لكمل أمرهما
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم