قال ابن القيم في مدارج السالكين (3/390) :” قال لي شيخ الإسلام ابن
تيمية رحمه الله مرة العوارض والمحن هي كالحر والبرد فإذا علم العبد أنه لا بد منهما
لم يغضب لورودهما ولم يغتم لذلك ولم يحزن
فإذا صبر العبد على هذه العوارض ولم ينقطع بها رجى له أن يصل إلى مقام
التحقيق فيبقى مع مصحوبه الحق وحده فتهذب نفسه وتطمئن مع الله وتنفطم عن عوائد السوء
حتى تغمر محبة الله قلبه وروحه وتعود جوارحه متابعة للأوامر فيحس قلبه حينئذ بأن معية
الله معه وتوليه له فيبقى في حركاته وسكناته بالله لا بنفسه وترد على قلبه التعريفات
الإلهية وذلك إنما يكون في منزل البقاء بعد الفناء والظفر بالمحبة الخاصة ويشهد الإلهية
والقيومية والفردانية فإن على هذه المشاهد الثلاثة مدار المعرفة والوصول “
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم