من نفائس شيخ الإسلام : الحكمة من قرن إبراهيم بنوح في قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ )

في

,

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسير آيات أشكلت (1/232) :” والرسول
الذي ينشأ بين أهل الكفر الذين لا نبوة لهم ثم يبعثه الله فيهم يكون أكمل وأعظم ممن
كان من قوم يعرفون النبوة فإنه يكون تأييد الله له أعظم من جهة تأييده بالعلم والهدى
ومن جهة تأييده بالنصر والقهر كما كان نوح وإبراهيم ولهذا يضيف الله الأمر إليهما في
مثل قوله {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا
النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ} وقوله {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ
وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} .

وذلك أن نوحًا أول رسول بعث إلى المشركين وكان مبدأ شرك قومه من تعظيم
الموتى الصالحين وقوم إبراهيم كان مبدأهم شركهم من عبادة الكواكب ذاك الشرك الأرضي
وهذا الشرك السماوي.

ولهذا سَدَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذريعة هذا وهذا فنهى عن اتخاذ
القبور مساجد وعن الصلاة إلى القبور وأمر عَلِيًّا أن لا يدع قبرًا مشرفًا إلا سوَّاه
ولا تماثلًا إلا طمسه وكل هذه الأحاديث في الصحيحين.

ونهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها لأجل الشرك السماوي”

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم