من نفائس شيخ الإسلام : أنما أخلصت للحكمة لم تخلص لله

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال شيخ الإسلام في درء تعارض العقل والنقل (6/66) :

” وكذلك كل من أراد الله لأمر من الأمور كما حكى أن أبا حامد بلغه
أن من أخلص لله أربعين يوما تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه قال فأخلصت أربعين
يوما فلم يتفجر شيء

فذكرت ذلك لبعض العارفين فقال لي إنك أنما أخلصت للحكمة لم تخلص لله

وذلك لأن الإنسان قد يكون مقصوده نيل العلم والحكمة أو نيل المكاشفات والتأثيرات
أو نيل تعظيم الناس له ومدحهم إياه أو غير ذلك من المطالب

وقد عرف أن ذلك يحصل بالإخلاص لله وإرادة وجهه

فإذا قصد أن يطلب ذلك بالإخلاص لله وإرادة وجهه كان متناقضا

لأن من أراد شيئا لغيره فالثاني هو المراد المقصود بذاته والأول يراد لكونه
وسيلة إليه

 فإذا قصد أن يخلص لله ليصير عالما
أو عارفا أو ذا حكمة أو متشرفا بالنسبة إليه أو صاحب مكاشفات وتصرفات ونحو ذلك فهو
هنا لم يرد الله بل جعل الله وسيلة له إلى ذلك المطلوب الأدنى

 وإنما يريد الله ابتداء من ذاق
حلاوة محبته وذكره “

وهذا نفيس جداً والحمد لله

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم