ءقال الله تعالى في سورة الانسان : ( إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ
كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا
تَفْجِيرًا (6))
قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رضي الله عنه _ كما في جامع الرسائل
(1/70) معلقاً على هذه الآية :” وَذكر سُبْحَانَهُ أَن شراب الْأَبْرَار يمزج
من شراب عباده المقربين لأَنهم مزجوا أَعْمَالهم ويشربه المقربون صرفا خَالِصا كَمَا
أَخْلصُوا أَعْمَالهم وَجعل سُبْحَانَهُ شراب المقربين من الكافور الَّذِي فِيهِ من
التبريد وَالْقُوَّة مَا يُنَاسب برد الْيَقِين وقوته لما حصل لقُلُوبِهِمْ وَوصل إِلَيْهَا
فِي الدُّنْيَا مَعَ مَا فِي ذَلِك من مُقَابلَته للسعير
وَأخْبر سُبْحَانَهُ أَن لَهُم شرابًا آخر ممزوجا من الزنجبيل لما فِيهِ
من طيب الرَّائِحَة وَلَذَّة الطّعْم والحرارة الَّتِي توجب تغير برد الكافور وإذابة
الفضلات وتطهير الأجواف وَلِهَذَا وَصفه سُبْحَانَهُ بِكَوْنِهِ شرابًا طهُورا أَي
مطرها لبطونهم
فوصفهم سُبْحَانَهُ بِجَمَال الظَّاهِر وَالْبَاطِن كَمَا قَالَ { ولقاهم نَضرة وسرورا } فالنضرة جمال وُجُوههم وَالسُّرُور جمال قُلُوبهم
كَمَا قَالَ تعرف فِي وُجُوههم نَضرة النَّعيم
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم