من مناقب الأمويين المنسية: ديوان الزمنى.
هذه فائدة تاريخية حفظتها لنا كتب رجال الحديث، وذلك أن رجلاً اسمه إسحاق بن قبيصة بن ذؤيب الخزاعي الكعبي الشامي روى حديثاً، رواه ابن ماجه في سننه.
وإذا روى الرجل حديثاً خرِّج في الكتب الستة اعتنى الناس بتفاصيل حياته.
قال المزي في تهذيب الكمال: “قال الحافظ أبو القاسم: ذكر أبو الحسين الرازي إسحاق ابن قبيصة الخزاعي في كتاب “تسمية أمراء دمشق” فقال: كان على ديوان الزمنى بدمشق في أيام الوليد بن عبد الملك، قال الوليد: لأدعن الزمِن أحب إلى أهله من الصحيح. قال: وكان يؤتى بالزمِن حتى توضع في يده الصدقة. يعني الوليد“.
ثم قال المزي بعد أن ذكَر مناصبه في أوقات الأمويين: “وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الرابعة، وقال: كان على ديوان الزمنى في أيام الوليد”.
الزمنى هم من نسميهم اليوم بذوي الاحتياجات الخاصة أو المعاقين.
جعل لهم الوليد بن عبد الملك ديواناً خاصاً ينفَق عليهم، بل يقول الوليد كلمة عجيبة معناها أنه سيجعل الناس يحبون ابنهم الزمِن (المعاق) أكثر من محبتهم لابنهم الصحيح، لأنهم يحصِّلون من ورائه المال الوفير.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث: “في حديث عبد الله بن عمرو أنه قال: من اكتتب ضَمِناً بعثه الله ضَمِناً يوم القيامة. قال أبو عمرو والأحمر وغيرهما: قوله: ضَمِناً، الضَمِن الذي به الزمانة في جسده من بلاء أو كسر أو غيره وأنشدني الأحمر:[المنسرح]
ما خلتُني زلت بعدكم ضَمِناً … أشكو إليكم حُموَّة الألم“.
هنا يروي خبراً عن عبد الله بن عمرو معناه أن من ادعى الزمانة ليدخُل في كفالة الدولة للزمنى وهو ليس زمِناً بعثه الله زمِناً يوم القيامة (وكذا شرحه عامة شراح الغريب)، والخبر لا يصح عن عبد الله بن عمرو ولكنه يدل على وجود أصل هذا الأمر في ذلك الزمان.