من لطائف قصص القضاء : قصة الأم والجدة الشاعرتين

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال ابن سعد في الطبقات 8712- قَالَ
سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ
سُلَيْمٍ قَالَ : اخْتَصَمَتْ أُمٌّ وَجَدَةٌ إِلَى شُرَيْحٍ فَقَالَتِ الْجَدَّةُ
:

أَبَا مَيَّةَ أَتَيْنَاكَ … وَأَنْتَ
الْمَرْءُ نَأْتِيهْ

أَتَاكَ ابْنِي وَأُمَّاهُ … وَكِلْتَانَا
نُفَدِّيهْ

تَزَوَّجْتِ فَهَاتِيهِ … وَلاَ
يَذْهَبْ بِكِ التِّيهْ

فَلَوْ كُنْتِ تَأَيَّمَتِ … لَمَا
نَازَعْتِنِي فِيهْ

أَلاَ يَا أَيُّهَا الْقَاضِي … هَذِي
قِصَّتِي فِيهْ

قَالَ : فَقَالَتِ الأُمُّ :

أَلاَ يَا أَيُّهَا الْقَاضِي … قَدْ
قَالَتْ لَكَ الْجَدَّهْ

وَقَوْلاَّ فَاسْتَمِعْ مِنِّي … وَلاَ
تُبْطِرْنِي رَدَّهْ

أُعَزِّي النَّفْسَ عَنْ إِبْنِي … وَكِبْدِي
حَمَلَتْ كَبِدَهْ

فَلَمَّا كَانَ فِي حِجْرِي … يَتِيمًا
ضَائِعًا وَحْدَهْ

تَزَوَّجْتُ رَجَاءَ الْخَيْرِ … مَنْ
يَكْفِينِي فَقْدَهْ

وَمَنْ يُظْهِرُ لِي وُدَّهْ … وَمَنْ
يَكْفُلُ لِي رِفْدَهْ

فَقَالَ شُرَيْحٌ :

قَدْ فَهِمَ الْقَاضِيَ مَا قَدْ
قُلْتُمَا … وَقَضَى بَيْنَكُمَا ثُمَّ فَصَلْ

بِقَضَاءٍ بَيِّنٍ بَيْنَكُمَا … وَعَلَى
الْقَاضِيَ جَهْدٌ أَنْ عَقَلْ

قَالَ لِلْجَدَّةِ : بِينِي بِالصَّبِيِّ …
وَخُذِي إِبْنَكِ مِنْ ذَاتِ الْعِلَلْ

إِنَّهَا لَوْ صَبَرَتْ كَانَ لَهَا … قَبْلَ
دَعْوَاهَا تَبْغِيهَا الْبَدَلْ

معنى القصة أن أم صبي وجدته أم أبيه
اختلفا في حضانته والأم كانت قد تزوجت فقضى شريح للجدة إنزالاً لها بمنزلة ولدها
الذي فيه النبي صلى الله عليه وسلم ( أنت أحق به ما لم تنكحي )

ولطافة هذه القصة تأتي من حيث أن الخصمين
رفعا دعواهما شعراً وأجابهما القاضي شعراً ، وهذه القصة إسنادها صحيح وليست مشهورة
فسبحان الله

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم