قال ابن سعد في الطبقات 8692- أَخْبَرَنَا
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ
عَامِرٍ ، أَنَّ ابْنًا لِشُرَيْحٍ قَالَ لأَبِيهِ : إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ
قَوْمٍ خُصُومَةً فَانْظُرْ فَإِنْ كَانَ الْحَقُّ لِي خَاصَمْتُهُمْ وَإِنْ لَمْ
يَكُنْ لِي الْحَقُّ لَمْ أُخَاصِمْ فَقَصَّ قِصَّتَهُ عَلَيْهِ فَقَالَ : انْطَلِقْ
فَخَاصِمْهُمْ فَانْطَلَقَ إَلَيْهِمْ فَخَاصَمَهُمْ فَقَضَى عَلَى ابْنِهِ
فَقَالَ لَهُ لَمَّا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ : وَاللَّهِ لَوْ لَمْ أَتَقَدَّمْ
إِلَيْكَ لَمْ أَلُمْكَ فَضَحْتَنِي . فَقَالَ : يَا بُنَيَّ وَاللَّهِ لأَنْتَ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَهُمْ , وَلَكِنَّ اللَّهَ هُوَ
أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْكَ خَشِيتُ أَنْ أُخْبِرَكَ أَنَّ الْقَضَاءَ عَلَيْكَ
فَتُصَالِحُهُمْ فَتَذْهَبُ بِبَعْضِ حَقِّهِمْ.
وهذا إسناد صحيح لشريح القاضي الذي كان
قاضياً عند عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم
وملخص القصة أن ابنه جاءه وأخبره أن بينه
وبين قوم خصومة ثم عرض عليه القضية يستشيره هل الحق له أم عليه
فلم يخبره شريح بشيء في هذا بل قال له
أحضرهم حتى أحكم بينهم وبينك فلم أحضرهم كان الحق لهم
فعاتبه ابنه لماذا لم يخبره أن الحق عليه
فرد عليه شريح أنه خشي إن أخبره أن الحق
عليه لذهب وصالحهم وكان بذلك محابياً لابنه !
فهل سمعت في باب العدل بأبلغ من هذا ؟!
هذا وصل اللهم على محمد وعلى
آله وصحبه وسلم