من عيون حكايات السخاء : سألت بقدرها وأعطيناها بقدرنا

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال أبو نعيم في الحلية (7/319) : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبَانَ، ثنا
أَبُو حَاتِمٍ، ثنا سُلَيْم بْنُ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي،
يَقُولُ: ” كُنْتُ عِنْدَ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، يَوْمًا جَالِسًا , فَأَتَتْهُ
امْرَأَةٌ وَمَعَهَا قَدَحٌ فَقَالَتْ: يَا أَبَا الْحَارِثِ , إِنَّ زَوْجِي
يَشْتَكِي , وَقَدْ نُعِتَ لَهُ الْعَسَلُ , فَقَالَ: اذْهَبِي إِلَى أَبِي
قَسِيمَةَ فَقُولِي لَهُ يُعْطِيكَ مَطَرًا مِنْ عَسَلٍ , فَذَهَبْتُ , فَلَمْ
أَلْبَثْ أَنْ جَاءَ أَبُو قَسِيمَةَ , فَسَارَّهُ بِشَيْءٍ , لَا أَدْرِي مَا
قَالَ لَهُ , فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: اذْهَبْ فَأَعْطِيهَا مَطَرًا ,
إِنَّهَا سَأَلَتْ بِقَدَرِهَا , وَأَعْطَيْنَاهَا بِقَدَرِنَا , وَالْمَطَرُ
الْفَرَقُ , وَالْفَرَقُ عِشْرُونَ وَمِائَةُ رِطْلٍ “

أقول : منصور بن عمار وإن كان ضعيفاً إلا
أنه ليس كذاباً وقد حصل هذا الأمر أمامه لذا روى أبو حاتم هذا الخبر ولا يروي
الكذب

ومعنى هذه القصة أن امرأة جاءت لليث بن
سعد الفقيه السخي ومعها قدح تريد أن يملأه عسلاً لزوجها فأعطاها ما يملأ أقداحاً
كثيرة وقال ( سألت بقدرها وأعطيناها بقدرنا )

ولهذه القصة طرق أخرى عن الليث

قال أبو نعيم في الحلية (7/319) : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ كُوتَةَ الْأَصْبَهَانِيُّ، – بِمَكَّةَ
– ثنا الْحَسَنُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، قَالَ: ” جَاءَتِ
امْرَأَةٌ إِلَى اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ , فَقَالَتْ: إِنَّ لِي أَخًا نُعِتَ لَهُ الْعَسَلُ
, فَهَبْ لِي سُكُرُّجَةً , فَقَالَ: يَا غُلَامُ , امْلَأْ سُكُرُّجَتَهَا
عَسَلًا , وَأَعْطِهَا زِقًّا مِنْ العَسَلِ , فَقَالَ: إِنَّهَا سَأَلَتْ
سُكُرُّجَةً قَالَ: سَأَلَتْ بِقَدَرِهَا , وَأَعْطَيْنَاهَا بِقَدَرِنَا , وَحُقَّ
لِي ذَلِكَ , إِنَّنِي امْرُؤٌ مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ ” حَدَّثَنَا عَمْرُو
بْنُ شَاهِينَ، ثنا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: قَالَ
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى اللَّيْثِ , فَذَكَرَ نَحْوَهُ

والليث بن سعد كان ثقة ثبتاً فقيهاً من
أقران الإمام مالك بل قيل أنه أفقه من مالك ، واشتهر عند الناس أنه مصري وقد عاش
في مصر إلا أنه في الأصل أصبهاني وقد سكن المدينة برهة من الزمن وكذلك سكن العراق

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم