قال الطبري في تفسيره (17/
310) :
حدثني ابن عبد الرحيم البرقيّ،
قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا نافع بن يزيد، قال: ثني عبد الرحمن بن شريح، أن
عبد الكريم بن الحارث الحضرميّ، حدث أنه سمع مِشْرَح بن عاهانَ، يقول: سمعت سليم بن
نمير يقول:
صدرنا من الحجّ مع حفصة زوج
النبيّ صلى الله عليه وسلم، وعثمان محصور بالمدينة، فكانت تسأل عنه ما فعل، حتى رأت
راكبين، فأرسلت إليهما تسألهما، فقالا قُتِل .
فقالت حفصة: والذي نفسي بيده إنها القرية، تعني المدينة التي قال الله
تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً
كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ
بِأَنْعُمِ اللَّهِ) قرأها.
قال أبو شريح: وأخبرني عبد
الله بن المغيرة عمن حدثه، أنه كان يقول: إنها المدينة، وقوله: (فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ) يقول: فكفر أهل هذه القرية بأنعم الله التي أنعم عليها.
وقال شيخ الإسلام في الرد على
الأخنائي ص56 :
” رواه ابن أبي حاتم
وغيره من حديث ابن وهب حدثنا ابن شريح عن عبد الكريم بن الحارث سمعه يحدث عن مشرح ابن
عاهان عن سليم بن عفير قال :
صحبت حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي خارجة من مكة إلى المدينة
فأخبرت أن عثمان قد قتل فرجعت حفصة فقالت ارجعوا بي عن المدينة فوالذي نفسي بيده إنها
للقرية التي قال الله { وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة } الآية
ولم ترد حفصة رضي الله عنها أن الآية خصت المدينة بالذكر بل هذا مثل
ضربه الله لمن كان كذلك .
وكان أهل مكة لما كانوا كفارا كذلك فأصابهم ما أصابهم .
فلما قتل عثمان علمت حفصة أن سيصيب اهل المدينة من البلاء ما يناسب
حالهم بعد ما كانوا فيه من الأمن والطمأنينة وإتيان رزقهم رغدا من كل مكان .
فذكرت ذلك على سبيل التمثيل بالمدينة لا على سبيل الحصر وأهل بغداد
أصابهم ما أصابهم من السيف العام وعندهم قبور ألوف من أولياء الله زيادة على قبور الأربعة
فلم تغن عنهم من الله شيئا”
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم