قال ابن القيم في كتاب الروح ص264 :”
ومعاذ الله أن تتفق الأمة على مخالفة ما جاء به نبيها بل لا بد أن يكون في الأمة
من قال به ولو لم تعلمه فلا تجعل جهلك بالقائل به حجة على الله ورسوله بل أذهب إلى
النص ولا تضعف واعلم أنه قد قال به قائل قطعا ولكن لم يصل إليك هذا مع حفظ مراتب
العلماء وموالاتهم واعتقاد حرمتهم وأمانتهم واجتهادهم في حفظ الدين وضبطه فهم
دائرون بين الأجر والأجرين والمغفرة ولكن لا يوجب هذا إهدار النصوص وتقديم قول
الواحد منهم عليها بشبهة انه اعلم بها منك فإن كان كذلك فمن ذهب إلى النص أعلم به
منك فهلا وافقته إن كنت صادقا فمن عرض أقوال العلماء على النصوص ووزنها بها وخالف
منها ما خالف النص لم يهدر أقوالهم ولم يهضم جانبهم بل اقتدى بهم فإنهم كلهم أمروا
بذلك”
ومثل ما قال ابن القيم للمقلدة في عصره
يقال للمنفرين من كتب السلف
( لا تجعل جهلك بمن وافق كلام السلف من
المعاصرين أو المتأخرين حاكماً على كلام السلف )
ويقال له ( الأخذ بكلام السلف مع معرفة
قدر العلماء السلفيين وموالاتهم والاعتذار لهم بقدر الإمكان فمن فعل ذلك لم يهضم
جانبهم بل اقتدى بهم فإنهم كلهم أمرواباتباع السلف )
ويا ليت شعري كيف يستقيم في عقل طالب علم
أن يخالف جمهور علماء السلف نصاً في مسألة فقهية أو غيرها لعدم وقوفهم عليه ، ثم
لا يستقيم في عقله أن يخالف جماعة من المعاصرين مجموعة من الآثار السلفية التي لم
يقفوا عليها
ويا ليت شعري ما قاله المتأخرون أو
المعاصرون لا يخلو من حالين
إما أن يكون صواباً فهذا يستحيل ألا يقول به
أحدٌ من السلف
وإما أن يكون لم يقل به أحد من السلف فهذا
يستحيل أن يكون صواباً
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم