من تلاعب الشيطان بأصحاب القوانين الوضعية

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ
لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)

ولا شك أن ترك حكم وحكم بهذه القوانين الوضعية له حظ من هذه الآية

والشيطان ليس بناصح للإنسان بل يتمنى له الشر ويتلاعب به ، وهذه القوانين
الوضعية المخالفة للشرع من وساوس الشياطين وزبالات عقول فجرة بني آدم ففيها شر عظيم
وتخبط بين لمن يعقل

فتراهم مثلاً يهربون من الحكم الشرعي في الزاني البكر ، ويهربون من
فرض الحجاب الشرعي على النساء وفصل الرجال عن النساء حتى إذا كثر الاغتصاب والفجور
جعلوا لذلك عقوبة ما أنزل الله بها من سلطان فمنهم من يسجن ثمان سنين ! ومنهم يسجن
أكثر أو أقل قليلاً

وهذا عجيب فالزاني البكر في الشرع يجلد مائة ، ويغرب عاماً واحداً فقط

وأي عاقل لو خيرته بين سجن ثمان سنين أو جلد مائة لاختار الجلد

ونكلمهم على قدر عقولهم المريضة وإلا فكل ما أمر الله به فله فيه الحكمة
البالغة عرفناها أو لم نعرفها غير أن الزجر في الحدود بين

وكيف تحرمون رجلاً من أهله ومن العمل ومن الدارسة لسبعة أعوام أو ثمانية
من أجل جريمة ارتكبها ، وأنتم الذين تستكبرون مجرد جلده أو حتى قطع يد السارق وهو حرمان
من منفعة عضو واحد له نظير في الجسد

وأصحاب القوانين الوضعية اختاروا الديمقراطية لحل النزاعات بين الشعوب
والاحتكام للكثرة فكانت الديمقراطية هي نفسها سبباً للنزاع والتصارع المستمر بين الناس
على السلطة ، وما ينتهي الأمر من اتهامات التزوير في الانتخابات وتشعر الأقليات أنها
مضطهدة فتلجأ للشغب وزعزعة الأمن لتحصيل حقوقها!

قال محمد بن إبراهيم آل الشيخ كما في مجموع فتاويه :” أما ما عداها
– أي طريقة التحاكم إلى الشرع- فهي عرضه للانتقاد , وعدم القناعة , وسخط الجمهور ,
وسوء السمعة , وتشنيع الأعداء، ولها عاقبة سيئة وخيمة ، بل هي كفيلة بفض المجتمع الإسلامي
, وتفكيكه , وسبب للشغب والفوضى والارتباك “

وصدق رحمه الله وكأنه ينظر إلى واقعنا اليوم

بل إن أصحاب القوانين الوضعية كثير منهم حارب تعدد الزوجات وحاربوا
التسري وسمحوا بالتبرج والسفور فلما خافوا من نتائج ما يسمى بالكبت الجنسي قاموا بتقنين
الدعارة ! وتجارة النساء بأبضاعهن التي هي من أرذل أنواع التجارة !

فانظر إلى هذا البلاء تركوا الحلال الطيب ولجأوا إلى الخبيث المنتن

ومن عجيب أمر بعض شياطينهم أنه يستثقل عقوبة قطع يد السارق مع عدم علمه
بضوابطها الشرعية ، ومع ذلك يسجنون السارق عدة سنوات ويحرمونه من أهله ومن طلب الرزق
ومن تربية أبنائه ويحرمون المجتمع من خدماته !

وأنا هنا إنما أكلمهم بعقولهم فأداويهم بالتي كانت هي الداء ، وإلا
لو كانت هذه عقوبة شرعية لسلمنا ولكن لما كانت من زبالات عقول البشر وفيهم من يعترض
على حكم الله اعترضنا على حكمهم وسلمنا لحكم الله

وأما قطع يد السارق فله أخرى ! ، وكم من شخص ولد مشلول اليد على غير
جرم منه وإنما هو ابتلاء من رب العالمين يكفر به السيئات وهو يستطيع العيش في المجتمع
والعمل وكسب الرزق ولا نستطيع الاعتراض على هذا ، فكذلك على نعترض على قطع يد السارق
فذلك أمر الله الكوني وهذا حكم الله الشرعي ، ولأمره الصبر والرضا ولحكمه التسليم

ومن تأمل في هذه القوانين وجد كثيراً مضحكاً لعقلاء بني آدم كسماحهم
بشرب الخمر ، ومنعهم أن يقود السيارة وهو مخمور

ويا ليت شعري إذا شرب سكر ومن سكر فلا يدري ما يفعل وما يذر

ومن البلاء المبين تقنين سن الزواج مع عدم مراعاة تفاوت الناس في سن
البلوغ وحاجتهم إلى الباءة ، ومع جهلهم التام أن الزواج لا يستلزم الدخول

وفي بلاء كثير وأرجو ممن كان عنده إضافة أن يذكرها

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم