أحمد بن إسحاق بن الحصين بن جابر المطوعي أبو إسحاق السرماري شيخ البخاري وهو بخارى أيضاً
كان فارساً شجاعاً مجاهداً مع ثقته في الحديث له نكاية عظيمة بكفار الترك
قال الغنجار _ صاحب تاريخ بخارى _ : كان عبد الله بن طاهر مشتاق إلى السرماري، فكلموه في المضي إليه فلم يجب، فلما أكثروا عليه مضى إلى سابور، فدخل الحاجب وأعلم صاحب خراسان به فأدخله، فلما نظر ابن طاهر إليه مد يديه كلتيهما، ووسع بين رجليه وهو على السرير فعانقه بيديه ورجليه وجعل يبكي، فأطال المقام، قال: أوصني، فأوصاه بكلام.
قال أبو نصر الليث بن نصر بن الحسن: اجتمعنا في الجامع ببغداد، فذكرنا قوله صلى الله عليه وسلم: (إن على رأس كل مائة سنة يبعث الله تعالى لهذه الأمة من يصلح لها أمرها ويكون علما).
فبدأت بأبي حفص أحمد بن حفص ثم ثنيت بمحمد بن إسماعيل _ يعني البخاري _ ثم ثلثت بالسرماري لأنه وحده كسر جند العدو، فقالوا: نعم.
قال محمد بن إسماعيل البخاري – وجرى ذكره -: ما نعلم في الإسلام مثله. قال: فبلغ ذلك أحيد بن رواحة رئيس المطوعة، فقال للبخاري: إن هؤلاء العجم يحكون عنك ويريدون كلاما ليس هو من قولك، قال: وما هو؟ قال: قلت عن أحمد ما تعلم في الإسلام مثله، فقال: ما هكذا قلت، ولكن ما بلغنا إنه كان في الإسلام ولا في الجاهلية مثله.
وقال ابنه أبو صفوان: دخلت على أبي يوما وهو في البستان يأكل وحده فرأيت على مائدته عصفورا يأكل معه وحواليه طيور، فلما رآني العصفور طار، فقال أبي: هذا العصفور فر منك وكان ينفرد معي. قال غنجار: ولما مات بلغ كراء الدابة من المدينة إلى قريته سرماري عشرة دراهم وزيادة _ يعني بسبب ازدحام الناس على جنازته وسفرهم لإدراكها غلت المواصلات _
وخلف ديونا كثيرة، فكان غرماؤه يشترون من ماله الحزمة الواحدة من القصب من خمسين درهما إلى مائة درهم حبا له ورغبة في قضاء ديونه، فما رجعوا من جنازته حتى قضوا ديونه.
وقال عبد الرحمن بن أحمد: قال السرماري وأخرج سيفه: اعلم يقينا أنني قتلت به ألف تركي وإن عشت قتلت به ألفا آخر، ولو أني أخاف أن يكون بدعة لأمرت أن يدفن معي في القبر ليكون لي شفيعا يوم القيامة. ( نقلا عن ترجمته في إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي )
وهذا من الشخصيات المظلومة تاريخياً حتى بين طلبة علم الحديث