من أمثلة سذاجة التقليد في العقلية المعاصرة

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

الحياة العسكرية في عامة بلداننا تقليد للغرب في اللباس وفِي الرتب التي يمكن اختزالها واختصارها ثم في طريقة التحية العسكرية ووقفة الانضباط وتقاليد كثيرة لا يعرفون لها أصلا ولا فائدة سوى أنهم وجدوها هكذا في التقاليد الغربية فجمدوا عليها حتى لكأن فيها أجرا من الله وربما تجد هذا الجامد عليها يتشكك في بعض الأحكام الشرعية ويسأل عن حكمها !

وأما صناعة السلاح أو الحرص على جمعه وزرع الجواسيس عند الأعداء والسعي في إضعافه اقتصاديا ومعنويا عن طريق نقد العقيدة التي ينطلق منها وزرع الشجاعة في القلوب عن طريق ربط القلوب بالله وثوابه فهذا أمر في الغالب مهمل أو الاهتمام بِه ضعيف

وعامة قادتنا الفاتحين على مر تاريخنا الاسلامي ما التزموا هذه الرسوم العجيبة حتى أنه في بعض البلدان صار من العادة اذلال العسكري من قبل الرتب العليا ويعتبرون ذلك من ضمن إعداده العسكري أن يكون ذليلا مكسور النفس للرتب الأعلى منه وبهذه النفسية سيحمي الأنفس والأعراض!

وبعد هذا كله تجد الجيوش الأصلية فضلا عن التي تقلدها من جيوش بلداننا فاشلين جدا في حروب العصابات ويفضلون تدمير مدنا كاملة بنسائها وأطفالها على أن يدخلوا حرب عصابات حتى أن بعض الجيوش الكبرى لا يخوضون حروب عصابات ناجحة الا في أفلام هوليود

وأيضا تأمل في حال القضاة تجد أحدهم يلبس كما يلبس القضاة الغربيون ويمسك في يده مطرقة وعند إلقاء النهائي يلزم الناس بالوقوف وكلها رسوم لا أصل لها في الشرع ولا علاقة بتحقيق العدل يلتزمون به كما يلتزم المصلي بأركان صلاته ومن حاد عنها يعاقب

والعدل إنما يقام بتقوى الله وأن تكون هناك شريعة منضبطة لا أحكام هلامية تفتح الباب للأهواء والاحتيال

وأيضا في الزواج تلتزم النساء لباسا معينا قادم من الثقافة الغربية ومع الطرحة التي تستبدل أحيانا بحجاب وأيضا لبس ما يسمى ب( الدبلة) كل ذلك يلتزم في بعض البلدان وكأن فيه حديثا في البخاري

ولا أدري ما الذي أقنعهم بشكل قطعي أن الشنق خير من الضرب بالسيف وأن السجن خير من الجلد سوى التقليد الساذج الناشيء عن خضوع قلبي لا يليق الا للخالق خضعوه لمخلوق مثلهم

وقلَّ مَن يتساءل عن الحكمة من هذه الأمور وفائدة التزامها وفقط يكتشف بعضهم أن عنده عقلا اذا تعلق الأمر ببعض الأحكام الشرعية ويصير يبدي عليها اعتراضات عجيبة وضعيفة