قال في الأغاني :” قال الكلبيّ: ولم يهج علقمة بن علاثة بشيء أشدّ عليه من قوله:
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم … وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا
فرفع علقمة يديه وقال: لعنه اللّه! إن كان كاذبا! أنحن نفعل هذا بجاراتنا!.”
الأعشى هاج علقمة بن علاثة بأنهم يبيتون شبعى وجاراتهم لا يأكلن يبتن جائعات فاشتد عليه ذلك جداً إذ كان هذا من أعظم الهجاء عند الناس والشاعر قبح جداً إذ ذكر الجارات بالتأنيث إذ النساء تركهن بلا إعالة مع ما جبلن عليه من الضعف خسة
هذه أخلاق العرب حين كانوا عرباً وقد تمم الإسلام مكارم أخلاقهم فأين الناس من هذا اليوم ؟
عسى الله أن يلطف بنا والبيت ثابت للأعشى ولكن رد علقمة يرويه بعض الإخباريين ممن لا يعرف أصدق أم كذب والبيت بحد ذاته يؤكد ثقافة العناية بالجار الفقير خصوصاً النساء الكسيرات وأن من يقصر في ذلك يكون هذا محل هجاء في حقه
قال البخاري في الأدب المفرد بَابُ لا يَشْبَعُ دُونَ جَارِهِ
112- حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُسَاوِرِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُخْبِرُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم يَقُولُ: لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ. وله شاهد عند أحمد من حديث عمر بلفظ : لا يشبع الرجل دون جاره