حين يقول لك ملحد أو متشكك ( ما ذنب زيد أو عمرو يحصل فيه كيت وكيت ) على جهة اتهام الإله
فاعلم أنه يرتكب مغالطة فظيعة فهو يهمل أمر الآخرة فإن الإنسان المسلم ما يصيبه في الدنيا كفارة ورفعة درجات في الآخرة فهذا الذي يصيبه لا يعد شيئاً في مقابل النعيم المقيم
وأما الإنسان الكافر فمجرد كفره ذنب وهذا الذي يصيبه لا يعد شيئاً في مقابل عذاب الآخرة فشيء يعذب عليه في الآخرة العذاب المقيم لو عوقب عليه في الدنيا بعذاب يكون له تذكرة لعله يرجع فإن ذلك أهون ولا شك
ثم هو يهمل أن هذا الألم أو العذاب لو جعل في مقابل نعم الله عز وجل الأخرى ومن أهمها نعمة الحياة لهان هذا الأمر غاية ولله عز وجل في ذلك حكم أخرى وحتى الأطفال هم في النهاية سيكونون بالغين أو يعاملون في الآخرة معاملة بالغين في قول من قال أن أطفال المشركين يمتحنون ( وفي ذلك أثر عن أبي صالح السمان ونقل الأشعري عليه الإجماع في مقالات الإسلاميين ) وبالتالي هذا الألم إما يكون قطعة من العذاب الأخروي والحساب على الكفر وإما يكون رفعة في الدرجات في حال الجنة ، وحتى النار دركات
فهو يبني اعتراضه على التغافل عن كون الله عز وجل الخالق المنعم في الأساس وعن أمر الآخرة بل يعامل رب العالمين وكأنه ند للبشر تعالى عما يقولون فاعتراضه لا يقوم إلا إذا كان مذهبه صحيحاً مبدأيا وهذا دور
ثم يلجأ للإلحاد الذي لا يحصل المرء معه إلا اليأس وعدم فهم ما في الحياة ولو كنا أبناء المادة لما استشكلنا شيئاً من أحوالها فهل سمعت بذرة تتمرد على النواة مثلاً وتتهمها بالظلم !