استمعت للتو لحلقة للأستاذ محمد شاهين في قناة الدعوة الإسلامية على اليوتيوب عن الإنتروبيا ودلالتها على الخالق
والحلقة قوية ومفيدة ولكن فاته التنبيه – أو أجل الموضوع – على معارضة الانتروبيا لنظرية التطور العشوائي
فالانتروبيا معناها أن الأشياء داخل الأنظمة تميل للتدهور والانحلال مع مرور الوقت إلا بمؤثر خارجي وهذا مضمون قانون الديناميكا الحرارية الثاني
وهذا عكس نظرية التطور العشوائي التي تنص على أن الأشياء تتطور وتتعقد وتنتظم مع مرور الوقت بل كل ما نراه من الانتظام والتعقيد والتنوع بسبب هذا التطور المبني على طفرات عشوائية صدفوية والكائنات الحية مجرد مادة ينطبق عليها ما ينطبق على المادة من القوانين ومن أهمها قانون الأنتروبيا المجمع عليها
وهذا التعارض تنبه له ريتشارد دوكنز وكتب مقالا في حله ولكنه لم يأتِ بمقنع بل أكد الاشكال بفلسفته الضعيفة
فكل الأمثلة التي يضربها دوكنز وغيره من محاولي حل الاشكال يستحضرون فيها تدخل بشر عاقل لتحويل فوضى إلى نظام أو المحافظة على نظام وهذا يعاكس العشوائية أصلا ويثبت ضرورة التدخل الخارجي
وأما جيرمي رفكين ” فقد ادَّعى أن نظرية التطوُّر تتغلب على قانون الأنتروبيا بقوة سحرية، فقال ” يقول قانون الأنتروبيا أن التطوُّر يستهلك ويبدد الطاقة الكلية في سبيل الحياة على هذا الكوكب. أما مفهومنا عن التطوُّر فهو على عكس من ذلك تمامًا، فنحن نرى أن عملية التطوُّر تولد طاقة أعظم وتزيد من أوجه النظام على الأرض بطريقة سحرية ما!!” ( نقلا عن كتاب خديعة التطور )
تارة قوة سحرية وتارة صدفة وأهم شيء استبعاد الخالق والواقع أنه لا حل أمامهم سوى التشكيك في أصل التطور أو الاعتراف بعجز العلم التجريبي عن إيجاد الحقيقة تفصيليا أو القول بالتطور الموجه ( يعني الخالق هو من يطور المخلوقات ) وبالتالي لا يستبعد حصول معجزات في الخلق مثل خلق آدم أو المسيح لأن ذلك كله فعل الخالق القدير أو القول بأن الكائنات الحية شيء زائد على مجرد المادة وهذه كلها تنسف العلموية وبالتالي الالحاد الذي يتترس بها