من المشاكل المؤسفة التي رأيناها في الحوار الدائر حول مسألة تسلسل الحوادث أن كثيرين اذا خالف الملحد بداهة العقل تابعه وخالف معه خصوصا المتأثرين بالفكر العلموي البليد
مسألة الأكوان المتوازية ليست حلا لمعضلة حدوث العالم عند الملاحدة وإنما هي حل لمشكلة الضبط الدقيق والا عامتهم يقرون أن هذه الأكوان حادثة فكلها يفتقر إلى محدث في حجتنا المعروفة
وشرح المسألة ما يلي
هل يمتنع على الله أن يخلق تلريون إنسان في آن واحد ؟
الجواب : لا
طيب اذا خلقهم فلا يخرجون عن أحد ثلاثة أحوال
أولها : أن يكونوا متوازين بمعنى أن كل واحد منهم خلق خلقا مستقلا ولكن يعيشون في وقت واحد ولا يخفى أن هذا لا يشوش نهائيا على القول بالخالق بل يثبته وشبههم ببعضهم أو تأثيرهم على بعض السلوكيات لا ينفي أصل الخلق
ثانيها : أن يكونوا متعاقبين بالنسب بمعنى أن كل واحد منهم هو أب للآخر وسابق عليه وهذا أيضا لا يشوش على الخالق لأن الأب الأول الذي جاءوا منه جميعا سيتفقر إلى خالق
ثالثها : أن يكونوا متعاقبين بدون نسب بمعنى كلما هلك منهم واحد خلق الله آخر مكانه وهذا أيضا لا يشوش على الخالق حتى لو جعلنا هؤلاء البشر ليسوا تلريون فقط بل لو جعلنا عددهم غير نهائي – كما في تسلسل الحوادث المخلوقة – لأن كل واحد يفتقر إلى خالق في بداية وجوده
احذف كلمة بشر من المثال السابق وضع مكانها أكوان تتضح لك المسألة وما دام القوم حصروا الأكوان بعدد معين فالمقال السابق لازم لهم وهم يقولون متوازية وليس متعاقبة ويحددونها بعدد فاعجب ممن يخلط هذا بالقول بتسلسل الحوادث
واذا قالوا بالتوازي فحتى عدد لانهائي منها لا ينفي الافتقارللخالق لأنها ترجع إلى أصل واحد حادث مفتقر وكثير منهم يطلق كلمة لانهائي ولا يريد التعبير الحرفي بل يريد عددا هائلا ولكنه محدود في النهاية في قول الكل
وهذه دراسة تشرح العدد المتوقع لها :
[ Physicists Calculate Number of Parallel Universes
by Lisa Zyga , Phys .org ]
فهذا التصور الخرافي حتى لو ثبت فلا ينفي الافتقار. للخالق ولا علاقة له بأي شيء قاله أحد من الإسلاميين في يوم من الأيام
وخذ هذه اللفتة نظرية الأكوان المتوازية تقر بالسببية للأمور الحادثة ولهذا هي تحاول البحث في تفسير شيء حادث لأن لكل حادث سبب وهذه القاعدة ان طردناها مع برهان المنع من التسلسل في المؤثرات سنصل إلى الخالق قطعا وهذه بديهة يشوشون عليها بهراء بارد وهناك من رد عليهم بضعف.