نظرت مؤخرًا في كتاب المقدمات والتنبيهات في شرح أصول الفقه لمحمود الشهابي العاملي، وهو كتاب أصولي متقدم، مؤلِّفه من الشيعة الإمامية المعاصرين.
وجدته يتكلم عن مسألة أصولية ينتصر فيها لقولٍ لو تنبه له لَعَلم أنه ينقض الشرك الفاشي بين الشيعة الإمامية ومن قلدهم أو شابههم من المنتسبين للسنة.
وهي مسألة استحالة اجتماع اللحاظين التفصيليَّين لإنسان، وأن اجتماع اللحظات التفصيلية من خصائص الألوهية.
يقول محمود الشهابي العاملي في كتابه المشار إليه (١/ ٢٢١): “وندعي أيضًا أن كل واحد يناقش في هذا المطلب فهو غافل عن مرادنا الحقيقي، بل يظهر من بعض الروايات والأدعية أن اجتماع اللحاظين التفصيليين في آن واحد من مختصات الله سبحانه وتعالى، حيث في بعض الأدعية وصفه تعالى بأنه لا يشغله صوت عن صوت ولا علم عن علم أو نحو ذلك، ومن الواضح أن هذا الوصف لو كان لغير الله كالملائكة لم يكن مدحًا حسنًا.
وكيف كان فالمطلب أوضح من نور الشمس في رابعة النهار المصيف”.
أقول: هذا المطلب الذي وصفه العاملي بأنه أوضح من نور الشمس في رابعة النهار المصيف يدلُّ على شركية الاستغاثة بالحسين والعباس وغيرهما.
وذلك أنه لا يستغيث مستغيث بالحسين إلا وهو يعتقد أنه لا يشغله صوت عن صوت وأنه يسمع القريب كالبعيد، بل تجد الجماعة من الناس يستغيثون بالرجل في مكان واحد ولا يخطر ببال أحدهم أن دعاء صاحبه سيشوِّش على دعائه.
ومعلوم أن الأدعية من المطالب التفصيلية، فكل داع له طلب مفصَّل.
فهذه الاستغاثات في حقيقتها تُثبِت لغير الله خصائص رب العالمين سبحانه.
بل رأيت من أحوال الشيعة أن كثيرًا منهم يعتقدون أن المعصومين يسمعونهم على كل حال، وهذا من أظهر الشرك.