يتعمق في الآثار الضارة لمعايير الجمال المجتمعية على الصحة النفسية للمرأة، ويتناول الكتاب كيف يؤدي الضغط للتوافق مع مُثُل الجمال غير الواقعية إلى الشك في النفس، وتدني احترام الذات، ومشاكل نفسية مختلفة بين الفتيات والنساء. يستكشف د. إنجلن التأثير السام لتشييء أجساد النساء في وسائل الإعلام والإعلانات، مسلطاً الضوء على الطبيعة المتفشية لمرض الجمال في المجتمع الحديث. ومن خلال القصص الشخصية ونتائج الأبحاث والرؤى، يقدِّم الكتاب تحليلاً مقنعاً لكيفية تأثير الهوس الثقافي بالمظهر الخارجي سلباً على رفاهية الإناث وتقديرهن لذواتهن من مختلف الفئات العمرية والخلفيات. ويدعو الكتاب إلى التحول نحو احتضان التنوع، وتعزيز قبول الذات، وتحدي معايير الجمال الضارة، لتعزيز بيئة أكثر صحة وشمولاً للنساء.
أقول: وقد قرأت مقالاً لإليزابيث هان صانعة محتوى ترفيهي، ذكرت فيه ما يلي: تشير مقالة (NEDA) بعنوان “صورة الجسم واضطرابات الأكل” إلى أن 40-60٪ من الفتيات في سن المدرسة الابتدائية يشعرن بالقلق بشأن وزنهن، تبدأ هذه المشكلة في سن مبكرة وتتبع المرأة طوال حياتها، يمكن أن تؤدي معايير الجسم غير المجدية إلى اضطرابات الأكل ومشاكل الصحة العقلية، وتشير نفس المقالة إلى أن أكثر من نصف الفتيات المراهقات يتخطين وجبات الطعام ويصُمن ويُدخِّن السجائر ويتقيأن ويتناولن أدوية مسهلة من أجل التحكم في وزنهن، وتتحول هذه التصرفات إلى عادات ومن الممكن أن تتطور إلى هذه الحالات النفسية.
وهذا جحيم تعيشه كثير من الفتيات، خصوصاً في المجتمعات الحديثة المنحلة، حيث ترتفع أذواق الرجال وتضطر النساء للتماهي مع هذا، مع كون أجسادهن محلاً للآلة الرأسمالية الإعلامية.
قال وول ديورانت في «قصة الحضارة» [21/105] وهو يتكلم عن حال النساء في عصر النهضة في أوروبا: “وكانت شهوة العرى تتملك النساء أحياناً إلى حدج تخرج معه عن المعقول، حتى لقد قال ساتشتي إن بعض النساء يتعرين تماماً إذا خلعن أحذيتهن. وكانت بعض النساء يشددن أجسامهن بمشدات يمكن تضييقها بإدارة مفتاح لها، وقد رثى بترارك “لبطونهن التي ضغطنها في غير رحمة حتى ليقاسين من الغرور آلاماً كالتي يقاسيها الشهداء لتمكسهم بالدين”.
أقول: وهذه الآلام تضاعفت اليوم بفعل الكعب العالي وأمراض اضطرابات الأكل، غير الأمراض النفسية المتراكمة من كثرة تعليق المجتمع على أشكالهن الخارجية وارتباط ذلك حتى بلقمة العيش في تلك المجتمعات.
الأمر بالستر والحجاب ومنع الاختلاط ووقوع الإعفاف المبكر والاشتغال بالأسرة يخفف جداً من ذلك لو تأمَّلت.
والشهداء الذين ذكرهم بترارك إن كانوا على عقيدة صحيحة فهم يرجون ما عند الله، وأما هؤلاء فيُرِدن رضا مجتمع يشترط معايير خيالية بفعل الآلة الإعلامية.