مدخل التوحيد في الصلاة على النبي ﷺ
قال تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} [الأحزاب]
ووردت أخبار كثيرة في فضل الصلاة على النبي ﷺ جَمَع فيها أهل العلم كتبًا مثل كتاب إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي ﷺ وكتاب ابن القيم جلاء الأفهام.
والصلاة التي هي أعظم العبادات تُختَم بالتشهد والتشهد يُختَم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وآله ثم السلام.
فلا بد أن لهذا الأمر علاقة بأصل الدعوة وهو التوحيد.
لو تأمَّل المرء فسيجد أكثر الشرك الذي دخل على الأمة دخل من تعظيم الصالحين، كما كان قبلهم في قوم نوح حيث عبدوا ودًّا وسواعًا ويغوث ويعوق ونسرًا.
وعظمت الفتنة بتعظيم أهل البيت فظهر الرافضة، وأيضًا المبالغة في تعظيم أهل البيت حاضرة في كثير من المتصوفة الآخرين.
والصلاة على النبي ﷺ دعاء له، فهي تذكير بقدره عند الله ولكنها أيضًا تذكير بمخلوقيته وافتقاره وأننا ينبغي أن ندعو له بالصلاة عليه لا أن ندعوه.
والنبي ﷺ أصلح الصالحين، فإن كان هذا مقامه -عبد لا يُعبد ونبي لا يعصى- فغيره لا يُزاد على قدره من باب أولى.
فإذا كان النبي ﷺ أعظم ذكرِنا له وأنفعه لنا أن نصلي عليه؛ فعموم الصالحين محبتنا لهم بالترحم عليهم لا بدعائهم والاستغاثة بهم في الملمات.
ولهذا فالشهادة الثانية (أشهد أن محمدًا رسول الله) فيها معنى الوقاية من أخطر نواقض الشهادة الأولى (أشهد أن لا إله إلا الله).