فقد رأى الكثيرون خطاب محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
( كذا يسمونها ) ، والذي يهمني في هذا المقال أن الرجل قد نسب حديثين مكذوبين للنبي
صلى الله عليه وسلم وقد شاهد الخطاب الملايين وهذه مظنة انتشار
أما الحديث الأول : ( إن الله يستحيي أن يعذب من شاب شيبة في الإسلام
) ، ثم وجه خطابه للذين اعتقلوا محمد مهدي عاكف ( فهل تجرأون على شيء يستحي الله منه
)
وهذا منكر باطل أورده ابن الجوزي في الموضوعات فأحسن
قال الألباني في الضعيفة (12/804) :” 5883 – ( يقول الله تبارك
وتعالى : إني لأستحيي من عبدي وأمتي يشيبان في الإسلام ، فتشيب لحية عبدي ورأس أمتي
في الإسلام ، [ ثم ] أعذبهما في النار بعد ذلك ) .
ضعيف جداً . أخرجه أبو يعلى في (( مسنده )) ( 2764 ) ، وابن حبان في
(( الضعفاء )) ( 1 / 168 ) ، وابن عدي في (( الكامل )) ( 1 / 349 –
350 ) من طريق سويد بن عبد العزيز عن نوح بن ذكوان عن أخيه أيوب بن ذكوان عن الحسن
عن أنس مرفوعاً . وقال ابن حبان – كما تقدم في الذي قبله – :
(( منكر باطل ، لا أصل له )) .
قلت : وهو مسلسل بثلاثة ضعفاء على نسق واحد ، آخرهم أشدهم ضعفاً ،
وهو سويد كما تقدم آنفاً . وقال ابن عدي :
(( وأيوب بن ذكوان ؛ عامة ما يرويه لا يتابع عليه )) . وقال الهيثمي في
(( المجمع )) ( 5 / 159 ) :
(( رواه أبو يعلى ، وفيه نوح بن ذكوان وغيره من الضعفاء )) .
ولم يتفرد به ؛ فقد رواه يحيى بن خذام قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن
زياد أبو سلمة الأنصاري قال : ثنا مالك بن دينار عن أنس به نحوه .
أخرجه ابن حبان أيضاً ( 2 / 267 ) ، وأبو نعيم في (( الحلية )) ( 2 /
387 –
388 ) وقال :
(( لم يروه عن مالك إلا أبو سلمة الأنصاري ، تفرد به عنه يحيى بن خذام
)) .
قلت : يحيى هذا ؛ ذكره ابن حبان في الثقات ( 9 / 266 ) ؛ لكن وقع فيه
( ابن حزام ) بالحاء المهملة والزاي ! وهو تصحيف ؛ كما حققته في (( تيسير الانتفاع
)) ، وهو صدوق ؛ كما قال الذهبي في (( الميزان )) ، وقول الحافظ :
(( مقبول )) ؛ مرفوض غير مقبول ؛ فقد روى عنه جماعة من الثقات والحفاظ
منهم ابن خزيمة ، والعلة من شيخه أبي سلمة ، وفي ترجمته ساق الحديث ابن حبان ، وقال
:
(( منكر الحديث جداً ، يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم )) .
والحديث ؛ أورده ابن الجوزي في (( الموضوعات )) ( 1 / 177 – 178 ) من طريق
ابن حبان من الوجهين عن أنس . ونقل كلامه المتقدم وأقره .
وأما السيوطي في (( اللآلي )) ، فقد قعقع هنا ( 1 / 133 – 137 ) بكلام
لا طائل تحته ، فجمع فيه ما هب ودب من الطرق ، حشرها حشراً دون أن يتكلم عليها ببيان
حالها ! وهي كما قال المعلمي في تعليقه على (( الفوائد المجموعة )) ( ص 480 ) :
(( كلها هباء )) . ثم بيَّن – جزاه الله خيراً – عللها واحدة بعد أخرى
، ثم قال :
(( ويكفي في هذا الباب قول الله تبارك وتعالى : { والله لا يستحي من الحق
} )) “
ولا يعني تضعيف الحديث إقرار تعذيب أحد من المسلمين
الحديث الثاني : ذكر حديث ( استوصوا بالنساء خيراً ) ثم زاد من عنده (
استوصوا بالشباب غيره ) وهذا كذب من عنده
ونسأل الله عز وجل أن يجنب مصر وسائر بلاد المسلمين الفتن وأن يحقن دماء
المسلمين في كل مكان وأن يمن على المسلمين بالأمن والإيمان
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم