مجانبة أهل الحديث للمحاباة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

جاء في الجرح والتعديل :” 263- عَبد الله بن الزبير الأَسدي والد أبي أَحمد الزبيري.
رَوَى عَن عَبد الله بن شَريك العامري.
رَوَى عَنه محمد بن عيسَى بن الطباع.
حَدَّثنا عَبد الرَّحمن، قال: سَمِعتُ أَبا زُرعَة، وسئل عن والد أبي أَحمد الزبيري، فقال: سمعت إِبراهيم بن موسى، قال: سألتُ أَبَا نُعَيم عَن عَبد الله بن الزبير، فقال: لا يُكتَبُ حديثُهُ، ولا تخبر أَبَا أَحمد بذلك.
قال أَبو زُرعَة: كان أَبو أَحمد صديقا لأَبي نُعَيم، فكره أن يسوءه في أَبيه، وهو ضعيف الحديث”

موقف أبي نعيم الفضل بن دكين فيه ديانة عظيمة إذ ما جامل في دين الله وضعف والد صديقه وحفظ حق صديقه

قال الخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث :” فهذا من أعظم نعم الله تعالى على هذه الأمة . نستوزع الله شكر هذه النعمة ، ونسأله التثبيت والتوفيق لما يقرب منه ويزلف لديه ، ويمسكنا بطاعته ، إنه ولي حميد فليس أحد من أهل الحديث يحابي في الحديث أباه ، ولا أخاه ، ولا ولده . وهذا علي بن عبد الله المديني ، وهو إمام الحديث في عصره ، لا يروى عنه حرف في تقوية أبيه بل يروى عنه ضد ذلك . فالحمد لله على ما وفقنا”

قال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سألت يحيى _ يعني ابن معين _ عن عمى القاسم، فقال لي: عمك ضعيف يا ابن أخي.

وقال ابن حبان في المجروحين في ترجمة أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُصْعَب بْن بشر بْن فضَالة : وَهَذِهِ الْأَحَادِيث الَّتِي ذَكرنَاهَا أَكْثَرهَا مَقْلُوبَة ومعمولة مِمَّا عملت يَدَاهُ عَلَى أَنَّهُ كَانَ رَحمَه اللَّه من أَصْلَب أهل زَمَانه فِي السّنة وانصرهم لَهَا وَإِذ بهم لحريمها وأقمعهم لمن خالفها وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ يضع الْحَدِيث ويقلبه فَلم يمنعنا مَا علمنَا من صلابته فِي السّنة ونصرته لَهَا أَن نسكت عَنْهُ إِذْ الدَّين لَا يُوجب إِلَّا إِظْهَار مثله فِيمَن وجد وَلَو جِئْنَا إِلَى شَيْء يكذب فسرناه عَلَيْهِ لصلابته فِي السّنة فَإِن ذَلِكَ ذَرِيعَة إِلَى أَن يوثق مثله من أهل الرَّأْي وَالدّين لَا يُوجب إِلَّا قَوْل الْحق فِيمَن يجب وَسَوَاء كَانَ سنيا أَوِ انتحل مذهبا غَيْر السّنة.