مبشرات أبي هريرة

في

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

أبو هريرة الصحابي المظلوم كان رفيقاً بالناس ولهذا كان معنيّاً بنشر أحاديث فضائل الأعمال، وهذه الأحاديث لم ينتقدها أحد على أبي هريرة، ولا يعلمون أن طعنهم به يسقطها ضرورة، ومع ذلك اتفقت الأمة عليها، وعموم الناس يفرحون بها فيلزمهم أن يأخذوا ببقية أخباره.

من أحاديثه في ذلك ما رواه عن النبي ﷺ أنه قال:

١- «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر» رواه مسلم.

٢- «أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل فيه كل يوم خمساً ما تقول ذلك يبقي من درنه، قالوا لا يبقي من درنه شيئاً، قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بها الخطايا» رواه البخاري.

٣- «إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كانت بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب» رواه مسلم.

٤- «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط» رواه مسلم.

٥- «إذا أمَّن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه.

٦- «إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه مسلم.

٧- «إذا قال القارئ غير المغضوب عليهم ولا الضالين، فقال من خلفه آمين فوافق قوله قول أهل السماء غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه مسلم.

٨- «إنما الإمام جُنَّة فإذا صلى قاعداً فصلوا قعوداً وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإذا وافق قول أهل الأرض قول أهل السماء غفر له ما تقدم من ذنبه» رواه مسلم.

٩- «من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع فأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصا فقد لغا» رواه مسلم.

١٠- «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه.

١١- «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه.

١٢- «من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» رواه البخاري.

ولمْ يرو أبو هريرة حديثاً في فقه الحج -فيما أذكر- وربما روى شيئاً قليلاً، ولكنه ما أهمل هذه البشارة.

١٣- «ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصبٍ ولا همٍ ولا حزنٍ ولا أذىً ولا غمٍ حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه» رواه البخاري.

وقد روى حديث النزول، وله أحاديث في الترهيب، غير أنني ركزت على هذا لبيان تناقض من يطعنون به، فهذه الأحاديث يقبلونها أشد القبول وبعض هذه الأخبار تابَعه عليها بعض الصحابة والبقية أقرُّوه عليها، وغالب أحاديثه من باب البشارات والأذكار والقصص، وله في الأحكام (الحلال والحرام) مشاركة، وأحاديثه التي انفرد بها في الأحكام (الحلال والحرام) أقل بكثير مما يظن عامة الناس.