قال تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} [الأحزاب].
هذه الآية كثيراً ما يفتتح الإمامية بها مجالسهم ويرفعون أصواتهم بالصلاة على النبي ﷺ وآل النبي ﷺ.
ومن صلى على النبي ﷺ واحدة صلى الله بها عليه عشراً.
غير أن الإمامية غفلوا عما قبلها وعما بعدها، فقد جاءوا بما ينقض أمر الصلاة على النبي ﷺ وآله.
قال تعالى في الآية التي تليها: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدَّ لهم عذابا مهينا}.
والملعون حاله نقيض حال المصلَّى عليه.
فإن قيل: وأين جاء الشيعة الإمامية الرافضة بسبب اللعن؟
فيقال: في السورة نفسها قبل آية الصلاة بآيات يقول تعالى: {وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما} فمن أذية رسول الله ﷺ نكاح أزواجه من بعده ومن أذيته أيضاً سبهن وشتمهن وتكفيرهن بحيث لا يكنَّ له زوجات في الآخرة في اعتقاد الساب، وما نهى رب العالمين عن زواج أزواجه بعده إلا لكونهن أزواجه في الآخرة، ولكونه أحسن الرجال للنساء وأحسنهم اختياراً.
وفي الآية: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله} فسبابة أمهات المؤمنين مؤذون لرسول الله ﷺ.
قال الطبري في تفسير قوله تعالى {إن الذين يؤذون الله ورسوله}: “وقد قيل: إنه عنى بذلك أصحاب التصاوير، وذلك أنهم يرومون تكوين خلق مثل خلق الله.
ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد القرشي، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن سلمة بن الحجاج، عن عكرمة، قال: «الذين يؤذون الله ورسوله هم أصحاب التصاوير»”.
أقول: وهذا المعنى لا يناقض المعاني الأخرى المروية عن السلف، والإمامية أولى الناس بذلك، فهم دائماً يصورون أئمتهم ويعظِّمون تصاويرهم، كما أنهم ينسبون للأئمة أنهم يخلقون ويرزقون وأنهم أسماء الله، وهذه أشد من التصوير.
ثم في الآية التي تليها: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}.
وهذا حال الإمامية فهم يفترون على الصحابة أنهم نقضوا بيعة الغدير ويكفِّرون عامتهم، ثم تراهم يبحثون في الكتب ليل نهار عن مثالب للصحابة ويبثونها في كل مكان بالتحامل وتصديق روايات الكذابين، فكانوا أولى الناس بهذه الآية، حتى صاروا مرجعاً للملاحدة والنصارى.
وقال تعالى: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا}.
تأمل قوله تعالى: {ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلاً} وأنها نقيض حال أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فقد جاوراه كثيراً حتى بعد وفاته، وهذه إشارة عجيبة لتبرئتهما من النفاق.