ما الذي يستحق الفرح والاحتفال؟
بمناسبة الاحتفالات بعيد رأس السنة النصرانية والجدل السنوي في ذلك أود أن أقول:
الفرح بأعياد المسلمين عيد الفطر وعيد الأضحى هو فرح بفضل إلهي.
فعيد الفطر يأتي بعد شهر الصيام والقيام والعتق من النيران، شهر رمضان ذاك الشهر المُطَهِّر لكثير من خبث العام، فيفرح المسلمون أن بلغوه ووُفّقوا لصيامه وقلوبهم ملأى بالرجاء أن يكونوا قد غُفر لهم حقاً، أو غُفر لبعضهم فدعوا للآخرين فوهب الله المسيء للمحسن.
وعيد الأضحى يأتي في موسم الحج، ذاك الموسم الذي فيه يخرُج كثيرون منه من الذنوب كيوم ولدتهم أمهاتهم، ويباهي الله عز وجل ملائكته بعرفة ويرجى من بركات الأدعية الشيء العظيم.
قال تعالى: {فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} وتطبيقاً لهذه الآية جاء مع الفرح صدقة الفطر والأضحية، فأهل الإيمان من فرحهم بفضل الله يبذلون أموالهم ولا يجدون أدنى حسرة؛ لعلمهم أن البركة التي نزلت عليهم خير مما يجمع الكفار.
وأما أعياد الميلاد؛ والأم؛ والحب؛ ورأس السنة فكلها متجردة عن هذه المعاني، وكلها يُخيِّم عليها طابع الغفلة والركون إلى الدنيا، والنفقة غير مرجوة العائد عند الله.
والفرحة لها لذة بعد المشقة كالظمأ بعد العطش، وأما حال هذا الزمان فتكثَّروا من الملذات حتى ألفوها وذهبت حلاوتها.
حين ترى من يعبد إنساناً يؤلهه يدعوه ويرغب إليه وهو يعتقد أنه قتل مصلوباً، فالشيء الوحيد الذي تفرح به أن رزقك الله هذا الدين القويم.
وحين ترى من كفر بكل دين، أو تديّن بدين لا أمر فيه ولا نهي ثم بقي يتمسك بفتات المحدثات فافرح بفضل الله، وأشفق على هذا المسكين واسأل الله عز وجل له الهداية، وأن يشرُكك فرحتك لا أن تشركه هو فرحته التي مآلها حسرة.
واليوم الاثنين وقد استحب صيامه، وللصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة حين يلقى الله.